مقالات - تودي نيوز - Today News http://www.todaynewsiq.net/ ar مقالات - تودي نيوز - Today News الإيثار لنصرة المظلوم أبو الفضل العباس (ع) أنموذج الوفاء الخالد http://www.todaynewsiq.net/103279--.html http://www.todaynewsiq.net/103279--.html "Today News": بغداد 



يُعدّ أبو الفضل العباس بن الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قائدًا بارزًا في معركة كربلاء ضد الطغاة، ومثالًا نادرًا للوفاء والإيثار والبطولة.

فقد جسّد أسمى معاني الوفاء بالعهد، والصدق في القول والفعل، ونصرة المظلوم بالتضحية بنفسه وإخوته وأهله في سبيل إعلاء كلمة الحق والدفاع عن القيم والمبادئ الأصيلة.

وقد تجلّى وفاؤه بأبهى صوره في دفاعه عن سيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيت النبوة، وفي مقدمتهم الإمام زين العابدين (عليه السلام) والسيّدة زينب الكبرى (عليها السلام) وأبطال الطف، حتى قُطِعت يداه وأضحى جسده الطاهر هدفًا لسهام الأعداء.

إنّ الوفاء بالعهد من أعظم الفضائل التي ترفع قدر الإنسان وتحفظ تماسك المجتمعات. وقد وصف القرآن الكريم الموفين بالعهد بأبهى الصفات، فقال تعالى:
﴿وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ (البقرة: 177).

لكن هذه القيم العظيمة تراجعت بين الناس تحت هيمنة القوي على الضعيف، رغم كثرة الشعارات التي ترفع رايات حقوق الإنسان والعدل في ظاهرها، بينما واقعها كثيرًا ما يخلو من التطبيق الصادق.

وقد لخّص أبو الفضل العباس (عليه السلام) هذه الحقيقة بعبارة بليغة حين قال: "صديق كل امرئٍ عقله، وعدوّه جهله".

وما تواجهه البشرية اليوم من ظلم واستبداد إنما هو ثمرة جهلها بمصيرها وابتعادها عن طاعة الله وتشريعاته.

لقد وقف العباس (عليه السلام) إلى جانب أخيه الإمام الحسين (عليه السلام) في ملحمة كربلاء الخالدة، حيث سُطّرت أعظم معاني الفداء والتضحية. وقد نفّذ وصيّة والدته السيدة الجليلة أم البنين الكلابية (عليها السلام)، حين أوصته أن يكون درعًا للإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته، فكان وفيًا له حتى آخر لحظة من حياته.

وقدّم العباس (عليه السلام) إخوته من أمه وأبيه: عبد الله وجعفر وعون، فداءً للإمام الحسين (عليه السلام)، وقال لهم: "تقدّموا حتى أراكم قد نصحتم لله ولرسوله".
فكانوا كما أراد، مضوا شهداء كرامًا دفاعًا عن الحق.

وكان العباس (عليه السلام) حامل لواء أخيه الإمام الحسين (عليه السلام) وقائد فرسانه، وأثبت شجاعةً نادرة حتى اعترف أعداؤه بشجاعته العظيمة، فقال أحد فرسان جيش الطاغية يزيد وهو يحمل رأسه: "لقد برز لنا صاحب هذا الرأس ففررنا بين يديه كالجراد، ولم نقدر عليه إلا غدرًا حيث قطعنا كفيه اولا   بمكيدة وأمطرناه بالسهام بعدها ".

وقد شهد له أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بعظيم منزلته ومقامه الرفيع، فقال عنه الإمام السجاد (عليه السلام):
«رحم الله عمّي العباس، فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قُطعت يداه، فأبدله الله عز وجل جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب. وإنّ للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلةً يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة».

كما قال عنه الإمام الصادق (عليه السلام): "كان عمّي العباس نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أخيه الحسين وأبلى بلاءً حسنًا ومضى شهيدًا".

وقد جمع العباس (عليه السلام) بين الفروسية النادرة والجمال البهيّ، حتى لُقّب بـ (قمر بني هاشم).. أبو الفضل، السقّاء، ساقي العطاشى، سبع القنطرة، الكفيل، قمر العشيرة، باب الحوائج، حامل اللواء، بطل العلقمي، وكان موضع ثقة الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته، وسندًا لهم في أحلك لحظات المحنة.

استُشهد العباس (عليه السلام) في العاشر من محرّم سنة 61 هـ، ( ولادته في 4 شعبان 26 هـ - 5-5-645 م في المدينة المنورة، وشهادته في 10-10- 680 م في كربلاء ) عن عمر ناهز أربعةً وثلاثين عامًا، وترك للأجيال مدرسةً خالدةً في الوفاء والإيثار والتضحية لنصرة المظلوم والتصدّي للظلم والجور.

سلامٌ على بطل كربلاء، سلامٌ على حامل لواء الحق الذي سيظلّ أنموذجًا خالدًا ونورًا يهتدي به الأحرار في زمنٍ يندر فيه الوفاء.

إنّه رمزٌ خُلّد في صفحات التاريخ بدمه الزكي وتضحياته العظيمة.

وليد الحلي
3 تموز 2025
7 محرم 1447]]>
admin Thu, 03 Jul 2025 22:34:20 +0300
لماذا يذعن الكيان بخسائره بينما المرندي ينكرها؟!! http://www.todaynewsiq.net/103207--.html http://www.todaynewsiq.net/103207--.html "Today News": بغداد 

اليوم؛شاهدت فيلماً يظهر فيه المدعو فائق دعبول المرندي وهو يتحدث عن الصواريخ التي أطلقتها الراجمات الإيرانية على عاصمة الكيان المحتل،فيقول عنها إنها مجرد گيزرات منفوخة بالهواء لم تهدم جداراً ولم تقتل أحداً!!
طبعاً هذه الصواريخ بلغ عددها حوالي 600 صاروخ من طرازات مختلفة وأحجام وأوزان متفاوتة ورؤوس حربية وقدرات تدميرية متنوعة بحيث قتلت وجرحت آلاف المحتلين والمستوطنين من (الجليل)شمال فلسطين إلى جنوبها [أم الرشراش-ايلات].

 هذه الصواريخ الجبارة الدقيقة المتطورة المدمرة أصابت ؛
آلاف البنايات
والمستعمرات
والقواعد الجوية
والمراكز الحيوية
والوزارات الصهيونية
والدوائر الرسمية
والمؤسسات الحساسة
والمقرات الاستخباراتية والقمعية للإحتلال وألحقت بها دماراً ذريعاً وخراباً كبيراً،لكن الدعبول المرندي يدعي أنها عبارة عن گيزرات (سخانات ماء حمام!!) منفوخة بالهواء تطلقها ايران في الجو وعندما تسقط فإنها لاتهدم أي جدار أو سقف أو تكسر سيارة ولم تقتل ولو اسرائيلياً واحداً، قطُّ!!!!!!.
 
ماهذاالغباء والسفه؟

  لنأت إلى المرندي اولاً لنتعرف على مسقط رأسه وأصله و فصله. ف(مَرَنْد) مدينة إيرانية تقع في محافظة أذربيجان أقصى شمال غرب ايران و تبعد مسافة 65 كم عن تبريز. فالمرندي -إذن- تبريزي الاصل لكنه من عرب اللسان وقد استوطن العراق وتعلّم لهجة أهله.فهو إذن مستوطن يدافع عن مستوطنين مثله يحتلون أرض فلسطين وكفاه بذلك عاراً وشناراً.

ثانيا:الگيزرات التي يدعيها المرندي وتعني سخانات ماء حمام!!!!هي في حقيقتها صواريخ متطورة وضخمة يراها العالم كله على شاشات التلفزيون و مواقع الانترنت تقطع مسافة 1490 كيلومتر وتعبر سماء ايران و العراق والأردن وسوريا ولبنان و فلسطين وتهبط بسرعة تفوق سرعة الصوت على عاصمة الشر وتهشم رؤوس طغمة الإجرام في تل الربيع(تل أبيب) وتحطم جماجم قتلة أطفال و نساء غزة، وعندما تنفجر بعد سقوطها  تسبب دماراً هائلاً و خسائر فادحة و تفرح لها قلوب المليارات من سكان كوكب الأرض ومنهم مليارا مسلم[عدا هذا الدعبول المرندي].

ونبشّر فائق المرندي أن صحيفة(The times of Israel ) الاسرائيلية قد اعترفت بمقتل ‏30 مسؤولاً أمنياً وكذلك‏ 11 عالماً نوويا صهيونياً اسرائيلياً بالضربات الصاروخية الإيرانية.

وقد كشفت تقارير إعلامية واقتصادية إسرائيلية، يوم الأربعاء الماضي أن الحرب مع إيران كلفت الاقتصاد الإسرائيلي خسائر مباشرة تقدر بـ 12 مليار دولار، تشمل النفقات العسكرية، والأضرار الناجمة عن الضربات الصاروخية، وتعويضات الشركات والأفراد، و تكاليف إعادة الإعمار.و تتوقع التقديرات أن ترتفع الكلفة إلى 20 مليار دولار إذا استكملت تقديرات الأضرار غير المباشرة وتعويضات الجبهة الداخلية. ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد كبدت الحرب خزينة الدولة نحو 22 مليار شيكل (ما يعادل 6.46 مليارات دولار) بخلاف أعباء أخرى.

وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي تقدم بطلب للحصول على 40 مليار شيكل إضافية (نحو 11.7 مليار دولار) لتعويض خسائره، بعد أن سبق له طلب 10 مليارات ثم 30 مليارا قبل اندلاع الحرب، مشيرة إلى أن هذه المطالب تشمل شراء صواريخ اعتراضية وذخائر هجومية وإعادة ملء مخزون التسليح. و توزعت الخسائر المعلنة على عدة بنود رئيسية، أبرزها: 10 مليارات شيكل لإنفاق الجيش المباشر، شملت تكاليف الذخائر، واعتراض الصواريخ، وتحليق الطائرات، وتجهيزات قوات الاحتياط. و5 مليارات شيكل لتعويض المصالح التجارية و العاملين المتضررين، و حوالي 15 ألف شخص تم إجلاؤهم من مساكنهم و5 مليارات شيكل أخرى لتغطية الأضرار المادية في المباني والبنية التحتية التي تضررت جراء سقوط الصواريخ الإيرانية.

وأكدت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية أن الاحتلال تكبّد قرابة 5 مليارات دولار، أي نحو 725 مليون دولار يومياً، للإنفاق على العمليات الهجومية على إيران وتكاليف الإجراءات الدفاعية لصدّ صواريخ طهران ومسيراتها. كما قدّرت الصحيفة الإنفاق لتغطية احتياجات صندوق تعويضات الأضرار فقط بنحو 5 مليارات شيكل (حوالي 1.44 مليار دولار)،

وقدّر تقرير لصحيفة "ذا ماركر"، وهي صحيفة اقتصادية بارزة ناطقة بالعبرية تصدر في الأراضي المحتلة، أمس، أن الخسائر المباشرة التي تكبدتها إسرائيل نتيجة الهجمات الصاروخية الإيرانية تجاوزت 5 مليارات شيكل (حوالي 1.44 مليار دولار)، وذكر التقرير أن إسرائيل أنفقت أيضا مليارات الدولارات لتمويل حربها ضد إيران، بما في ذلك محاولات الدفاع ضد الهجمات الضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقتها إيران بنجاح على مواقع مختلفة في الأراضي المحتلة.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن التكلفة اليومية لأنظمة الدفاع الجوي الصاروخي تتراوح بين 10 ملايين دولار و200 مليون دولار بالنسبة لإسرائيل. وقال أستاذ مساعد في المالية بالجامعة الأميركية في فلسطين، ناصر عبد الكريم، لوكالة الأناضول الإنكليزية يوم الثلاثاء الماضي، إن الهجمات لم تؤثر فقط بشكل مباشر على الإنفاق العسكري الإسرائيلي، بل أثرت أيضا على أنشطة الإنتاج في البلاد، مشيرا إلى أن الحرب قد تكلف إسرائيل بشكل مباشر وغير مباشر ما يصل إلى 20 مليار دولار.

واستهدفت إيران البنية التحتية الحيوية في تل أبيب وحيفا، بما في ذلك الهجوم الذي أدى إلى إغلاق مصفاة بازان، أكبر مصفاة نفط في إسرائيل، مما تسبب في خسارة يومية تقدر بنحو 3 ملايين دولار، وفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز.اماصحيفة كالكاليست الاسرائيلية فتقول :إن مصافي "بازان" في حيفا تحتاج إلى قرابة 4 أشهر لاستعادة التشغيل الكامل بعد الضربة الصاروخية الإيرانية، نتيجةالدمار الذي ألحقته بها صواريخ إيران.


كما أوقف مطار بن غوريون عملياته ردًا على الضربات الانتقامية الإيرانية.وكان يستقبل المطار عادةً حوالي 300 رحلة و35 ألف مسافر يوميًا،فتصور كم هي الخسائر المترتبة على إلغاء 300 رحلة جوية؟؟!!
 
بعد كل هذه الإحصائيات التي مصدرها العدو الصهيوني، نتساءل و نخاطب النائب السابق النابغة أغا فائق دعبول المرندي:هل ما زلت تزعم أنها مجرد كيزرات؟أما آن لك أن تستحي؟إلى أين تريد أن تصل بهذه الأكاذيب والتلفيقات؟؟ التي تنم عن الجهل والسفه و الحقد و محاولة خدمة العدو المحتل و التغطية على كون أصلك (مرندياً) وإنكار أي خسارة لحقت بعدو الإسلام و المسلمين في معركة بدأها العدو وفشل فيها وتمرّغ أنفه بالوحل فتوسل بترامب للإتصال بقطر عسى أن تقنع ايران كي توافق على وقف اطلاق النار والكف عن انتقامها منه.

ولكن العتب ليس عليك وإنما على الفضائيات التي تحاورك وعلى المواقع التي تعرض أكاذيبك وعلى المشاهد الذي يصدق ترّهاتك.

د.رعدهادي جبارة
باحث ودبلوماسي سابق]]>
admin Tue, 01 Jul 2025 13:04:24 +0300
في ذكرى مأساة ما بعد ثورة العشرين http://www.todaynewsiq.net/103202--.html http://www.todaynewsiq.net/103202--.html "Today News": بغداد 


    كانت ثورة العشرين، التي قادها شيعة العراق ضد الاحتلال البريطاني، حركة عظيمة ومهمة بحد ذاتها، ورد فعل تاريخياً طبيعياً، عبّر عن تمسّك الشيعة بالثوابت الدينية والوطنية، وعن التزامهم بقرارات مرجعيتهم الدينية. لكن المشكلة الكبرى تمثّلت في المآلات المأساوية للثورة، وذلك للأسباب التالية:

    1- لم يكن لدى الثوار، وعموم الشيعة، برنامج سياسي واضح لمقاومة الاحتلال، أو لاستثمار نتائج الثورة، ولا خطة استراتيجية لمرحلة ما بعدها.

    2- غياب التنسيق بين مكونات الطيف الشيعي؛ فلم يكن هناك توزيع واضح للأدوار بين من يعتمد المرونة، أو يلتزم بالثبات، أو ينتهج التشدد أو البراغماتية، أو بين من يقاتل ومن يفاوض.

    3- وقع الشيعة ضحية شعارات الوطنية والتضحية من أجل الوطن، فكانت مهمتهم تقتصر على إنقاذ العراق من الاحتلال، دون أن تكون السلطة موضع اهتمامهم.

    ويرجع هذا التفكير المحدود والسلوك الضعيف إلى ما يلي:

    1- ثقافة موروثة تقوم على ابتعاد الشيعة عن السلطة ومشكلاتها، وعدم تحمل مسؤوليتها وتبعات الصراع عليها.

    2- الافتقار إلى الخبرة السياسية، وإلى روح المبادرة، لا سيما فيما يتعلق بلعبة السلطة، والتنافس عليها، وسبل اقتناصها، كون شيعة العراق مواطنين عثمانيين من الدرجة الثالثة، لم يكن يُسمح لهم بممارسة العمل السياسي ضمن أجهزة الدولة العثمانية.

    3- شعور النخب الشيعية بانعدام الوزن السياسي، وضعف الثقة بالنفس، وقلة الحيلة، نتيجة ما تعرض له الشيعة من استلاب نفسي، وقمع، وتهميش، وعزل على يد الدولة العثمانية.

    4- عمق المخطط البريطاني، واستباقه للأحداث منذ العام 1916، حين اتفق البريطانيون مع الشريف حسين، حاكم الحجاز، على تسليم حكم سوريا والأردن والعراق لأبنائه علي وعبد الله وفيصل، مقابل تحالفه معهم وإعلانه الثورة على الدولة العثمانية.

    وبعد انتهاء ثورة العشرين، خدع البريطانيون النخب الشيعية مرة أخرى، من خلال سلسلة من المسرحيات السياسية، أوهموا عبرها تلك النخب بأنها شريكة في تقرير مستقبل العراق الجديد، وبأن بإمكانها اختيار شكل الحكم وتحديد هوية الحاكم. في وقت كان البريطانيون قد رتبوا كل شيء مسبقاً مع الشريف حسين منذ العام 1916، ثم فرضوا عميلهم فيصل، السني غير العراقي، حاكماً على العراق، رغماً عن إرادة شيعة العراق ونخبهم السياسية والدينية.

    ومن المفارقات أن بعض الشيعة لا يزالون يعتقدون أن النخبة السياسية الشيعية، برئاسة الشيخ محمد رضا الشبيبي، هي من اختارت فيصل بن الحسين لحكم العراق. ما يعني أن آثار أكبر عملية استغفال للنخب الشيعية العراقية في التاريخ الحديث، لا تزال قائمة.

    أما نخب السُّنة في العراق، من الضباط والسياسيين العثمانيين المتجذرين في الدولة العثمانية، فقد كانت تحركاتهم وخياراتهم على النقيض تماماً. ويمكن تلخيص سلوكهم السياسي بما يلي:

    1- عقدت النخب السنية تحالفاً مذلّاً وارتزاقياً مع البريطانيين، حوّل عناصرها من موظفين في أجهزة الدولة العثمانية إلى عملاء تنفيذيين بيد الاحتلال البريطاني.

    2- انقلبت النخب السنية على الدولة العثمانية، التي كانت وليّ نعمتها وسيدتها لأربعة قرون، بمجرد أن لاح لها ضعف العثمانيين واقتراب نهايتهم.

    3- حاربت النخب السنية ثورة العشرين بضراوة، من خلال الانخراط في الجهد العسكري أو الاستخباري البريطاني، وبثّ الإشاعات والدعايات، وإثارة الانقسامات بين الشيعة والثوار، واستصدار فتاوى من بعض مشايخ السنة ضد الثورة.

    4- تحركت النخب السنية في سبيل الاستحواذ على السلطة ببراغماتية مطلقة، دون اعتبار للثوابت الدينية أو الوطنية. وظلت تمارس لعبة السلطة بإتقان، مستثمرة الدعم البريطاني الحصري المباشر لها، وتمتعها بالخبرة السياسية المتراكمة، نتيجة خدمتها الطويلة في مؤسسات الدولة العثمانية، وتربيتها في أحضانها.

    لذلك؛ كان (الوطن) بالنسبة للنخبة السنية يعني (السلطة) فقط؛ فهي لا تؤمن بوطن لا تحكمه، وشعارها: «لا وطن بلا سلطة»، أو باللهجة العراقية: «ماكو سلطة.. ماكو وطن». فإذا لم تكن ممسكة بزمام السلطة، فلا يعنيها إن احترق الوطن. أما شعارات الوطن والوطنية، فلم تكن سوى سردية دعائية تلقِّنها للشيعة لاستدراجهم إلى التضحية، وتوظيفهم خدماً في وطن تحكمه، وحطباً لحروبها ضد أبناء الوطن أو جيرانه، تحت لافتة (الوطنية).

    ولا شك في أن بريطانيا، لو كانت قد سلّمت السلطة في العراق إلى الشيعة آنذاك، لعادت معظم النخب السنية إلى مواقعها في تركيا، وظلت على تبعيتها للعثمانيين، بل لحاربت العراق بضراوة.

    ولم يكن من الممكن أن تفكر النخب الشيعية بأسلوب تفكير النخب السنية، ولا أن تمارس سلوكياتها، ليس بسبب ضعف خبرتها السياسية أو عدم اهتمامها بموضوع السلطة؛ وإنما لأن ثوابتها الدينية والوطنية كانت تمنعها من ذلك. كما أن بوصلتها غالباً ما كانت تتجه نحو المرجعية الدينية، التي تمثل ضمانة التزام الشيعة بتلك الثوابت.

    لكن، في المقابل، كان يمكن للنخب الشيعية أن تعتمد التفكير الاستراتيجي والتكتيك المرحلي، وأن تخطط لما بعد كل معركة، بدل أن تخوضها بلا رؤية واضحة لما بعدها. لقد كان عليها أن تستثمر الثغرات والفرص، وأن تضع عينها على السلطة في كل خطوة، بدل أن تظل أسيرة أوهام (الوطن)، وهي محرومة من أبسط الصلاحيات أو الأدوار، وتحت وطأة التهميش والقمع. ولذلك، لم يكن مستغرباً أن تفوز النخب السنية بكل شيء، وأن يخسر الشيعة كل شيء.]]>
admin Tue, 01 Jul 2025 11:31:43 +0300
الأبعاد الإنسانية والتربوية لنهضة الإمام الحسين(ع) http://www.todaynewsiq.net/103180--.html http://www.todaynewsiq.net/103180--.html "Today News": بغداد 

أسست انتفاضة الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) ضد الظلم والظالمين والفاسدين،  أعظم مدرسة إنسانية لإحياء الضمير وتربية الأمة على قيم الإسلام في  العدل والاخلاق والحقوق والحريات وتحقيق الواجبات  والمسؤوليات ..
 إذ وقف الإمام في وجه الحكم الأموي الفاسد الذي تلاعب بالدين الإسلامي وضيّع جوهره، فكانت نهضته صرخةَ حقٍّ خالدةً في وجه الباطل.

قال الإمام الحسين (ع): (إني لم أخرج أشِرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين).

معالم التربية الحسينية:
تميزت مدرسة الإمام الحسين بمعالم تربوية أساسية، نذكر منها:

1- الوعي والبصيرة؛
علّم الإمام  الأمة أن أخطر الأعداء هو التزييف باسم الدين. فغياب الوعي هو مدخل الاستبداد. قالها بوضوح: (مثلي لا يبايع مثله).

2- العزة ورفضٌ الذل؛
أطلق عليه السلام شعارا خالدا يهزّ الضمائر، وهو: (هيهات منا الذلة).. فمن يرضى بالذل يفقد إنسانيته.

3- المسؤولية الجماعية؛
كرّس الإمام مبدأ المشاركة الجماعية في حفظ الحق: قائلا (ع):
( ايها الناس ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من رأى منكم سلطانا جائرا، مستحلًا لحرام الله، ناكثا لعهد الله، مخالفا لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقًا على الله أن يدخله مدخله).

4- التضحية والثبات على الحق؛
قدّم عليه السلام أغلى ما يملك وهو نفسه وأهله وأصحابه، ليؤكد أن الإصلاح لا يتم إلا بالبذل والفداء. قائلا: (فإني لا أرى الموت إلا سعادةً، والحياة مع الظالمين إلا برما (معنى برما:الضيق في العيش مع الظلم والظالمين).

5- الدين لا يُباع ولا يُشترى؛
واجه الإمام أخطر انحراف في الدين الذي تستخدمه السلطات الجائرة لتمرير اجندتها التسلطية بشراء الضمائر بالاموال قائلا : ( الناس عبيد الدنيا، والدين لعقٌ على ألسنتهم، يحوطونه ما درت معايشهم، فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون).

6- التربية السياسية الرشيدة؛
أعاد الإمام تعريف الحاكم العادل الذي يحكم وفق القران الكريم بالعدل حيث قال: (فلعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط).

7- كربلاء.. مدرسة حية للأجيال؛
نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) لم تكن موقفا عابرا، بل منهاج تربيةٍ دائمٍ يُخرج أحرارا يعرفون متى يقولون (لا) للطغاة.. علمهم أن الإصلاح يبدأ من الداخل أي من جهاد النفس وتحريرها من الخوف والجبن وحب الدنيا.

أحبّ الله من أحبّ حسينا
قال رسول الله محمد  ( صلى الله عليه وآله)(أحبّ الله من أحبّ حسينا):
وقد امتدح رسول الله (ص) حفيده العظيم قائلا: (حسين مني وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسينا، حسين سبط من الأسباط، و الحسن والحسين ابناي، من أحبهما أحبني، ومن أحبني أحبه الله، ومن أحبّه أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار).

معركة الطف منارا يضيء درب الأحرار:
وهكذا تبقى معركة الطف في 10 محرم الحرام عام 61 هجري  ( 12-10-680 م) منارا يضيء درب الأحرار، ومدرسةً تزرع فينا إرادة الإصلاح والوعي والعزة، مهما تغيّر الزمان والمكان.

الحسين (ع)  رمزُ الحرية، ومنه نتعلم كيف نحفظ كرامتنا ونصون ديننا.

وليد الحلي
4 محرم الحرام 1447
30 حزيران 2025]]>
admin Mon, 30 Jun 2025 18:34:37 +0300
ما بعد الحرب على إيران http://www.todaynewsiq.net/103158--.html http://www.todaynewsiq.net/103158--.html "Today News": بغداد 

هناك شبه كبير بين حرب الأيام الستة التي شنها الكيان الإسرائيلي في حزيران عام 1967، وبين حرب الأيام الاثني عشر التي شهدت عدوان إسرائيل وراعيتها الولايات المتحدة على إيران في حزيران عام 2025. كلتا الحربين وقعتا كوقع الصدمة على العرب والإيرانيين، وكلتاهما مهدت لهزّات فكرية وسياسية بعد الصدمة العسكرية والأمنية.
أوجه الشبه بين الحربين عديدة، وأوجه الاختلاف محدودة. لنبدأ من أوجه الاختلاف: إذ انتهت حرب الأيام الستة بهزيمة عربية منكرة ضاعت فيها سيناء والجولان وغزة والضفة الغربية لنهر الأردن، بما فيها القدس. فيما لم تشهد الحرب الأخيرة معارك برية ، ولا خسارة أراضٍ من جانب إيران أو الكيان الصهيوني، بل شهدت خسارة قيادات عسكرية كبيرة وعلماء نوويين إيرانيين. ولم يحصل تغيير في الجغرافيا أو الوحدة الترابية لإيران، ما أبقى على الوضع الجيوسياسي على حاله من هذه الناحية، وإن حصل شيء من التبدل في مفاهيم الأمن والردع والتوازن بعد المفاجآت والانكشافات التي حصلت.
وجه الاختلاف الآخر في هذه الحرب أن العرب دخلوا الحرب مجتمعين تقريبًا، وإن كان العبء الأكبر قد وقع على عاتق المصريين، فيما واجهت إيران العدوان عليها منفردة، لم تجد إلا نفسها لتعتمد عليها، بلا حليف كبير ولا نصير صغير.
أما أوجه التشابه والتماثل العديدة، فأبرزها أن الحرب كانت متوقعة وقريبة خلال أسابيع، وأقصى موعد متوقع كان شهرًا أو ما يزيد قليلاً. وتوقّع الحرب يعني أن تكون الاستعدادات على أشدها، ولا يكون الهجوم مفاجئًا وصادمًا.
فوجئ المصريون بالضربة الأولى كما تفاجأ الإيرانيون بها، وترتب على ذلك فقدان التوازن لساعات طويلة وزمن ثمين، قبل أن يستفيق الإيرانيون من الضربة ويعودوا إلى الإمساك بلحظة الرد على العدوان.
سبق الحرب خطاب تهديد وردع وحرب نفسية مضادة، وتبيّن أن خطاب الحرب ليس كخطاب الميدان؛ فائض القوة الكلامية كان أكبر بمرات عديدة من القوة الحقيقية.
تشابهت الحربان في حجم الاختراق المعلوماتي والاستخباري. في حرب 1967 كان إيلي كوهين، جاسوس إسرائيل الأكبر، قد دُفن بعد أن أوصل معلومات مفصلة وثمينة عن الجبهة السورية من خلال اختراقه لمجتمع الضباط والساسة. وكانت إسرائيل تعرف أوقات حركة أسراب الطائرات المصرية وطيّاريها، وتعرف نقاط الوهن والضعف فيها، كما تعرف نقاط قوة الجيوش العربية وقياداتها الميدانية، ووظّفت كل ذلك لإحداث الصدمة لدى الخصم حال انطلاق شارة المعركة .
في الحرب الأخيرة، لم يمنع منهج التشكيك وعدم الثقة بالآخر من الوقوع في فخ التراخي ووهم القوة وضعف الإدراك لألاعيب الخصوم المتحالفين. فكانت الأفخاخ الكلامية والسياسية سببًا في تراجع الاستعدادات والتراخي عن اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
التشابه الأكبر بين الحربين كان في انكشاف الجبهة المناهضة لإسرائيل، بسبب التفوق التكنولوجي والمعلوماتي، وضعف الدفاعات الجوية، والسيطرة شبه المطلقة على الأجواء، مما سمح للعدو باختيار ضرباته وممارسة عدوانه وغطرسته.
الدرس الأكبر المستخلص من هذه الحرب كان سقوط جدار الردع، وتجرّؤ العدو على بدء الاعتداء مستفيدًا من الغطاء الحربي والسياسي والدعائي المساند له.
سردية “الدفاع عن الوجود” استُخدمت ذريعة لمساندة الكيان الغاصب أوروبيًا وأمريكيًا، لتبرير خرق القانون الدولي، وتوصيف إيران كتهديد دائم، والتغطية على ما فعلته إسرائيل بأفعالها القذرة. (اعتراف مستشار ألمانيا، ميرتس، بأن إسرائيل قامت بالفعل القذر نيابة عنا، وترديد زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع لمقولة “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” قُبال التهديد النووي الوجودي القادم من إيران).
لو لم تصمد إيران وتمارس حرب استنزاف للجبهة الداخلية الإسرائيلية، وتوسع مساحات التدمير داخل المدن والمراكز الحيوية، لما استجاب نتنياهو لنداء وقف إطلاق النار.
ما أحبط أهداف الهجوم الصهيوني على إيران كان الروح الوطنية العميقة لدى الإيرانيين، ووحدة الموقف الداخلي، الذي تجسد نموذجه في موقف المفكرين والمثقفين الإيرانيين في الخارج، رغم اختلافهم الحاد مع النظام.
فقد كانت النداءات تحث على الصمود والدفاع عن “إيران الدولة والتاريخ والحضارة”، وتناسي مظاهر الاختلاف السياسي والقومي والفئوي. فقد أظهر الإيرانيون تماسكًا كبيرًا، ولم يعبر أشد المعارضين عن موقف ممالئ للعدوان أو متحين للفرص، إلا شرذمة من ناشطين وقوى مسلحة مناوئة.
كان موقف رجل الدين السني، مولوي عبد الحميد البلوشي (المعروف بنقده الحاد لسياسات النظام)، نبيلاً حين وقف يدعو إلى الدفاع عن إيران.
واكتسبت إيران تعاطفًا من شعوب كثيرة خارجها، بعضها من منطلق أخلاقي، وآخر قومي، وثالث ديني - إسلامي.
فيما شمت بها قوميون وإسلامويون عرب راحوا يقدحون بزناد الطائفية والعداوة المذهبية، وضجت منابرهم بمبررات “الخطر الشيعي” و”المشروع الإيراني القومي”، ولم يقلقهم المشروع الصهيوني الذي بات يضرب آخر القلاع الإسلامية لإسقاطها وفرض الهيمنة والاستعلاء الصهيوني على الشعوب والمنطقة عامة.
توقّف إطلاق النار ولم تنتهِ الحرب وربما يعاود الاعداء هجومهم على ايران، غير أن ما كشفته حرب الأيام الاثني عشر سيدشّن مرحلة من الجدل والنقاش في إيران خاصة، وربما لدى  شعوب ودول المنطقة عامة.
دروس هذه الحرب بليغة وخطيرة، ايرانيا سيُعاد تعريف الأمن القومي ، وسياسات الدفاع والأمن، وأولويات التسليح والسياسة الخارجية.
وسيشمل النقد الخطاب السياسي، وثقافة المقاومة، واستراتيجية التحشيد والتعبئة، وبناء التحالفات. لقد شمّر المثقفون وذوو الرأي الإيرانيون عن سواعدهم لتصحيح أخطاء وممارسات وسياسات داخلية وخارجية ساعدت في التمهيد للحظة الهجوم الإسرائيلي – الأمريكي على بلادهم.
الصدمة الأخطر كانت في حجم الاختراق الجاسوسي، والغفلة عن ملاحظة “سيكولوجية الخيانة والسقوط” لدى أفراد كثيرين وأسبابها، رغم ثقافة التعبئة والخطاب الثوري الصلد.هذه ستكون الفقرة الاهم في مشروع المراجعة والمسائلة ،بعضهم ذهب بعيدا مقترحا تنقيح الدستور واعادة توزيع الصلاحيات .
إيران مقبلة على تطورات كبيرة لتفادي الأسوأ، وهم قادرون على ذلك. مباشرة وفي اليوم التالي لوقف إطلاق النار، لم يتأخر النابهون  ولم يصمتوا عن الأخطاء والخطايا الكبيرة التي وقعت.
وحدهم أسرى خطاب التمجيد والتبجيل، أو خطاب التبكيت والكراهية والأحقاد الطائفية خارج إيران، سيظلون يدورون في حلقة الجدل العقيم عن مَن انتصر ومَن انهزم!!!؟، دفاعًا عن مقولاتهم الرديئة .]]>
admin Mon, 30 Jun 2025 10:42:01 +0300
المعركة القادمة .. من يمتلك التكنولوجيا يكتب النصر http://www.todaynewsiq.net/103055--.html http://www.todaynewsiq.net/103055--.html "Today News": بغداد 

في عالمنا المعاصر، تتزايد الصراعات الجيوسياسية وتتعقد أدواتها بشكل لم يسبق له مثيل، فلم تعد الحروب تُخاض بالأسلحة التقليدية وحدها، بل أصبحت تعتمد على شبكات الألياف البصرية، وأنظمة الذكاء الاصطناعي، والطائرات المسيّرة، وأجهزة تحليل البيانات الضخمة، والأقمار الصناعية التي ترصد وتوجه وتنفذ العمليات الحربية بدقة متناهية. التكنولوجيا اليوم لم تعد مجرد عامل مساعد بل تحولت إلى القوة الحاسمة التي تحدد مَن ينتصر ومَن يُهزم، مَن يفرض شروطه ومَن يُستهدف.

*مواجهة إيران وإسرائيل – التكنولوجيا في قلب المعركة*
شهد العالم  واحدة من أكبر المواجهات التقنية العسكرية في الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل، إذ أطلقت إيران أكثر من 300 هدف هجومي متنوع بين طائرات مسيّرة انتحارية، وصواريخ كروز، وصواريخ باليستية طويلة المدى، في عملية وصفت بأنها "الهجوم الصاروخي الأعقد في تاريخ المنطقة". اعتمدت إيران في هذه العملية على نظام قيادة وتحكم إلكتروني معقد يجمع بين الرصد الميداني والتوجيه الفضائي باستخدام شبكات مشفرة. في المقابل، لجأت إسرائيل إلى منظومة دفاع متعددة الطبقات تضمنت القبة الحديدية، مقلاع داوود، وحيتس-3، بالإضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل وتتبع المسارات واعتراض الأهداف في الزمن الحقيقي. برزت هذه المواجهة كدليل قاطع على أن الحروب الحديثة لم تعد بحاجة إلى التوغل البري، بل إلى تكامل رقمي-عسكري يحقق الأثر المرجو بأقل تكلفة بشرية مباشرة.

*الأرقام لا تكذب – أين يقف العالم من التكنولوجيا العسكرية؟*
تكشف الإحصائيات أن العالم يسير بثبات نحو عسكرة التكنولوجيا، حيث توجه اليوم أكثر من 60% من موازنات الدفاع العالمية إلى تطوير التكنولوجيا بدلًا من الأسلحة التقليدية، وفق تقرير مؤسسة "ستراتفور" لعام 2023. وتُظهر توقعات أخرى أن الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي العسكري سيصل إلى 21 مليار دولار بحلول عام 2025. أما سوق الطائرات المسيّرة العسكرية فيتوقع أن يتجاوز حجمه 120 مليار دولار بحلول عام 2030، مع معدل نمو سنوي يزيد على 12%، بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي. وعلى صعيد الأمن السيبراني، تُقدّر الخسائر السنوية الناتجة عن الهجمات الرقمية بأكثر من 8 تريليونات دولار عالميًا في عام 2023، مما يجعل تأمين الفضاء السيبراني أولوية قصوى لأي دولة حديثة تسعى للحفاظ على أمنها القومي. هذه الأرقام ليست مجرد مؤشرات على سباق تسلح تقني، بل تعكس تغيّرًا جذريًا في فلسفة الحروب ومفاهيم السيادة الوطنية.

*الدروس المستخلصة – لا أمن دون تفوق علمي*
أبرز ما برز في المواجهات الحديثة أن الأمن لم يعد يُبنى فقط على الردع العسكري التقليدي، بل على القدرة التقنية والعلمية للبلد. فالتفوق في التكنولوجيا يعني القدرة على فهم التقنيات الحديثة وابتكار حلول مستقلة، وتوطينها داخل حدود الدولة بحيث لا يعتمد الأمن الوطني على الخارج. بالإضافة إلى ذلك، يجب امتلاك قاعدة بشرية مؤهلة تستطيع تشغيل وتطوير هذه التقنيات الحديثة. لذا، تنبع ضرورة بناء مراكز علمية متخصصة تركز على مجالات الذكاء الاصطناعي، والحرب السيبرانية، والروبوتات القتالية، والطائرات المسيّرة، والتشفير العسكري. يجب أن تكرّس هذه المراكز ميزانيات مستقلة وتُمنح حرية أكاديمية واسعة للبحث والتطوير. كما يجب إعداد برامج تدريب وطنية متخصصة تستهدف الشباب في تخصصات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي في المجال الدفاعي، أمن الشبكات، تحليل البيانات الاستخبارية، وأنظمة القيادة والتحكم. ولا يقل أهمية عن ذلك فتح قنوات التعاون والشراكات مع مراكز البحث العالمية لنقل المعرفة وتوطين التكنولوجيا. ومن الناحية المالية، تُظهر بيانات مقارنة بين دول العالم أن رفع الإنفاق على البحث والتطوير إلى 1.5% من الناتج المحلي يمثل خطوة ضرورية، خاصة أن أغلب الدول العربية لا تتجاوز نسبة الإنفاق على البحث العلمي فيها 0.3%، وهو رقم يحتاج إلى تحسين جذري لضمان الاستقلالية التقنية.

*نحو استراتيجية وطنية للتمكين التكنولوجي*
تحتاج الدول ، ومنها العراق، إلى صياغة استراتيجية وطنية شاملة تستند إلى عدة محاور رئيسية. أولها إنشاء هيكل مؤسسي وطني مستقل مكلف بإدارة البحث والتطوير التكنولوجي في المجالات الدفاعية والمدنية، بحيث يتمتع بصلاحيات تخطيطية وتنفيذية واضحة. ثانياً، لا بد من دمج مناهج الثورة الصناعية الرابعة في جميع مستويات التعليم العالي والمعاهد التقنية، لتأهيل أجيال جديدة قادرة على مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة. كما يجب العمل على بناء الكوادر البشرية من خلال توفير منح دراسية داخلية وخارجية ضمن تخصصات تكنولوجية استراتيجية. ويجب أن تصاحب ذلك جهود تمويلية عبر إنشاء صناديق سيادية أو دعم حكومي مخصص للابتكار والبحث العلمي. بالإضافة إلى ذلك، لابد من تطوير أطر تشريعية وأمنية متينة لحماية البنية التحتية الرقمية من التهديدات والهجمات السيبرانية التي باتت تشكل خطراً وجودياً على الدول. فالعقل المتقدم الذي يتحكم في التكنولوجيا هو أقوى من أي سلاح، ومن يملك العلم يملك القرار، ومن يملك القرار يحمي سيادته وكرامته.

*الخاتمة: العلم حصن الوطن الحديث*
في ختام الأمر، يمكن القول إن الأمن الحقيقي لأي دولة في القرن الواحد والعشرين لم يعد يرتكز فقط على الحدود المرسومة أو الجيوش التقليدية، بل يعتمد بشكل متزايد على امتلاك بنية تحتية تكنولوجية متينة وعقول متمكنة واستراتيجية وطنية واضحة تُعطي أولوية قصوى للتمكين التقني. إن كل دولار يُنفق على البحث العلمي والابتكار هو استثمار مباشر في الأمن الوطني والسلم الاجتماعي، وكل تأخير في هذا المجال يعرض الدولة لمخاطر متزايدة من الهجمات الإلكترونية والتحديات الأمنية. لذلك، لا بد من اتخاذ خطوات جريئة ومنهجية لبناء مستقبل آمن مزدهر.]]>
admin Thu, 26 Jun 2025 20:22:03 +0300
أين الضمير الإنساني؟ http://www.todaynewsiq.net/103018--.html http://www.todaynewsiq.net/103018--.html "Today News": بغداد 

في أعقاب حربين عالميتين مدمرتين، وُعدت البشرية بعصر جديد، يقوم على أسس العدالة والكرامة والتسامح والرحمة، وصون الحقوق والحريات والواجبات المتبادلة.

لقد رُفعت راية القيم الإنسانية، ووُضعت في صلب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بوصفها ميثاقًا أخلاقيًا وقانونيًا لحماية الإنسان من الطغيان والظلم والعنف.

لكن اليوم، تهاوت هذه القيم أمام أعين العالم.

إننا نعيش في عالم باتت فيه القوى الكبرى التي طالما رفعت شعارات حقوق الإنسان، تساند أنظمة ترتكب جرائم إبادة جماعية وانتهاكات فاضحة ضد المدنيين الأبرياء. يُقصف الناس في منازلهم، يُمنع عنهم الغذاء والدواء، وتُرتكب المجازر في وضح النهار، بينما يسود صمت دولي مخجل، تُمليه المصالح لا المبادئ.

نسأل بصوت الضمير:
أين هو الضمير الإنساني مما يحدث في غزة من جرائم مروّعة بحق الأطفال والنساء والمرضى؟
أين هو الضمير من فلسطين المحتلة، حيث يُمارس القتل والتشريد والاضطهاد منذ عقود؟
أين هو من شعوب تُذبح جوعًا وقصفًا في بقاع مختلفة من العالم، دون أن يرفّ للعالم جفن؟
أين هي الإنسانية من هذا الانهيار الأخلاقي، وهذا الصمت المطبق؟

الضمير ليس شعارًا يُرفع في المؤتمرات، ولا جملة تُكتب في تقارير باردة.

الضمير الحي هو موقف عملي حين تُهدَّد العدالة، وصوت شجاع حين يُسحق الضعفاء، وفعل مسؤول حين تُرتكب الجرائم باسم القوة والاحتلال.

الضمير الإنساني الحقيقي لا يعرف الازدواجية، ولا يخضع للعنصرية، ولا يتحرك وفق الحسابات السياسية. إنه ضمير عادل، ينتصر لكل مظلوم، ويقف بوجه كل ظالم، أيًّا كان اسمه أو مكانه أو لونه.

إن الصمت أمام هذه الجرائم ليس حيادًا، بل تواطؤ. وإن تبرير قتل الأبرياء خيانة لقيم الإنسانية كلها.

ندعو كل صاحب ضمير حيّ—أفرادًا ومؤسسات، دولًا ومنظمات—إلى كسر جدار الصمت، والقيام بالواجب الإنساني والأخلاقي. إلى رفع الصوت، واتخاذ الموقف، والوقوف مع كل من سُلبت حقوقه وسُفك دمه وشُرّد من أرضه.

فالعدالة المؤجلة هي عدالة ميتة، والضمير الغائب يُنذر بمستقبل مظلم للبشرية.

الدكتور وليد الحلي
الأمين العام
لمؤسسة حقوق الإنسان في العراق
25-6-2025]]>
admin Wed, 25 Jun 2025 13:28:32 +0300
نتائج الحرب الإسرائيلية – الأمريكية على إيران في موازين النصر والهزيمة http://www.todaynewsiq.net/102995--.html http://www.todaynewsiq.net/102995--.html "Today News" : بغداد 

    شهدت المنطقة خلال الأيام الماضية واحدة من أخطر المواجهات العسكرية وأكثرها حساسية على مستوى الشرق الأوسط، تمثلت في العدوان الإسرائيلي ــ الأمريكي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي استمر اثني عشر يوماً. ومع توقف العمليات العسكرية، برز سؤال جوهري يفرض نفسه على صنّاع القرار والمحللين على السواء: من انتصر؟ ومن انهزم؟

    الإجابة عن هذا السؤال لا تستند إلى التمنيات والعواطف، بل إلى قياس ما تحقق من الأهداف المعلنة للعدوان، في مقابل حجم الخسائر التي تكبدها الطرفان. وفي هذا السياق، يمكن استعراض الأهداف الاستراتيجية والتكتيكية العشرة التي وضعتها واشنطن وتل أبيب لعدوانهما العسكري، ومقارنتها بما تحقق فعلياً على الأرض:

   1-إسقاط النظام الإيراني وتأسيس نظام موالٍ للغرب، ومتحالف مع إسرائيل، شبيه ببعض الأنظمة العربية.

    2-إشاعة الفوضى السياسية والمجتمعية، وتحفيز حركات داخلية لتقويض الدولة ومؤسساتها من الداخل.

   3-تقسيم إيران إلى دويلات أو كيانات قائمة على أسس قومية ومذهبية.

   4-اغتيال آية الله علي الخامنئي.

   5-تفكيك المؤسسة العسكرية، وتصفية القيادات الفاعلة في حرس الثورة والجيش.
 
   6-تدمير البنية التحتية الحيوية، بما يشمل الطاقة، الجسور، المؤسسات المالية، والمراكز البحثية.

   7-القضاء على المشروع النووي الإيراني، وتصفير كمية اليورانيوم المخصب، ومنع أي إمكانية لاستئناف التخصيب.

   8-تدمير القدرة الصاروخية الإيرانية بعيدة المدى.

   9-استهداف المنشآت والمصانع العسكرية، وخاصة ذات الطابع الاستراتيجي.

   10-القضاء على المشروع الشيعي الإقليمي، المتمثل بمحور المقاومة.

    فما لذي حققه العدوان الإسرائيلي ـ الأمريكي من الأهداف العشرة المذكورة. تشير المعطيات إلى أن أياً من هذه الأهداف لم يُتحقق بالشكل الذي خُطط له:

   1-لم يسقط النظام الإيراني، بل خرج من الحرب أكثر قوة.

   2-خروج المجتمع الإيراني من الحرب أكثر مناعة وتماسكاً، ولم تُسجّل حتى حالة فوضى واحدة، بل على العكس، اصطف المعارضون الوطنيون مع الدولة، وأظهر المجتمع الإيراني اصطفافًا نادرًا حول الدولة والقيادة.

   3-لم تحدث أي تحركات انفصالية، بل أظهرت القوميات والمذاهب تضامناً لافتاً مع وحدة البلاد وأمنها الوطني.

   4-بقي آية الله الخامنئي على رأس النظام، كما بقيت كل القيادات الدينية والسياسية والعسكرية تمارس أدوارها بشكل طبيعي.

   5-لم يتفكك أي جزء من المؤسسة العسكرية، إذ لم تُسجّل خسائر مهمة، باستثناء مقتل عشرة من قيادات الحرس الثوري، وجرح أربعة من قادة الجيش.

   6-لم تتعرض البنية التحتية لأضرار مهمة، وقد نُسب إلى أمانة العاصمة طهران أن إعادة إعمار ما تضرر فيها من مبانٍ سكنية وحكومية ومنشآت سيتم خلال أشهر.

   7-المشروع النووي لم يتعطل، رغم تضرر ثلاث منشآت، حيث بقيت (9) منشآت أخرى سليمة، واحتفظت إيران بكامل مخزونها من اليورانيوم المخصب، بما في ذلك (420) كلغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، ولن تتوقف عمليات التخصيب حتى يوماً واحداً. كما فقدت إيران عشرة علماء نوويين، من مجموع مئات العلماء الذين يمارسون عملهم بشكل طبيعي.

   8-القدرة الصاروخية بقيت فاعلة، وقد استخدم (600) صاروخ بعيد المدى فقط، من مجموع (25) ألف صاروخ، أي أن دون الترسانة الصاروخية لم تُمس.

   9-لم تُسجل خسائر كبيرة في المنشآت العسكرية، إذ تشير التقديرات إلى أن ما تضرر لا يتجاوز 1% من مجمل القدرة الدفاعية.

   10-أما "محور المقاومة" أو "المحور الشيعي"، فقد خرج من الحرب أكثر ثقة وحيوية، وشهدت جماعاته وقواعده في العراق ولبنان وسوريا والخليج وباكستان والهند وأفغانستان وغيرها، تجدداً في الخطاب والحضور الشعبي. بينما تعرّض خصوم المحور لخيبة أمل وانكسار، بعد أن ظلوا طيلة أيام الحرب يراهنون على انكساره، ويتوعدون جماعاته وأنصاره بالويل والثبور بعد تمكن إسرائيل وأمريكا من إسقاط الجمهورية الإسلامية.

    في مقابل ذلك، تكبدت إسرائيل والولايات المتحدة خسائر نوعية، أهمها:

   1-فشل العدوان في تحقيق أهدافه، التي ظل يعد لتحقيقها منذ العام 1996، مع استبعاد تكراره في المدى المنظور، نتيجة العقوبات القاسية التي تعرض لها الكيان الإسرائيلي جراء الضربات الإيرانية.

   2-دمار واسع في مدن الكيان، لا سيما تل أبيب، وخسائر اقتصادية تُقدّر بعشرة مليارات دولار.

   3-مقتل عشرات القيادات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، لم يُكشف عنهم رسمياً.

   4-تدمير منشآت عسكرية واستراتيجية نوعية.

   5-انهيار صورة "الردع الدفاعي" بعد عجز أنظمة القبة الحديدية ومقلاع داوود و"ثاد" الأمريكية عن التصدي للهجمات الصاروخية الإيرانية.

   6-تجاوزت الكلفة اليومية للحرب (280) مليون دولار، بإجمالي ثلاثة مليارات خلال أحد عشر يوماً.

   7-خسرت إسرائيل نحو 90% من شبكاتها التجسسية داخل إيران، مع معداتها وتجهيزاتها، وهي الشبكات التي ظلت المخابرات الإسرائيلية تعمل على تنميتها وتوسيعها وتنظيمها وتدريبها منذ العام 1979. وقد كانت الحرب فرصة نادرة لكشف هذه الشبكات واعتقال عناصرها.

   8-ترجيحات قوية بسقوط حكومة نتنياهو خلال الأشهر المقبلة، نتيجة الضغوط الشعبية والسياسية.

    وبالتالي؛ فإن من منظور استراتيجي، يمكن القول إن نتائج الحرب تشير إلى فشل ذريع لأهداف العدوان، بل انتهت بإعادة رسم توازنات جديدة لصالح إيران ومحور المقاومة. وأثبتت طهران أن مشروعها العقيدي والسياسي والعسكري صلباً، وليس كما تصوره الأدبيات الغربية، بل قادر على الصمود والردع، وتحقيق نصر استراتيجي تاريخي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64]]>
admin Tue, 24 Jun 2025 19:58:37 +0300
انتصرت ايران لوحدها وانكفأ الصهاينة وحلفاؤهم الكبار وهم ذاهلون http://www.todaynewsiq.net/102988--.html http://www.todaynewsiq.net/102988--.html "Today News": بغداد 


بعد وقف اطلاق النار بين الجمهورية الاسلامية والكيان الصهيوني يتردد في الفضاء الاعلامي السؤال التقليدي: من هو المنتصر في هذه الحرب؟ والجواب بوضوح ان ايران هي المنتصرة، لماذا لأن هجوم يوم 13 من حزيران الجاري على ايران هو مشروع للقضاء على نظام الجمهورية الاسلامية، وقلب نظام الحكم، وقد فشلت العملية، واستعادت طهران زمام المبادرة في ساعات وبدأت هجومها المقابل على الكيان الصهيوني، وانقلبت الموازين وبدأ الكيان ومن يسانده بدفع ثمن باهظ هو الاول من نوعه منذ تأسيس الكيان عام 1948 وكانت صورة المشهد الصهيوني قبل وقف اطلاق النار بساعات صورة مرعبة لنتياهو وترامب، اذ فقد الكيان مقومات البقاء السياسية والعسكرية والاقتصادية وكانت الهجرة المعاكسة للمستوطنين على اشدها، وحكام الكيان مطلوبون دوليا بجرائم حرب وابادة، اي ان الكيان اصبح بحاجة لمنقذ فقام ترامب بهذه المهمة، ما حدث يعني ان المفترس تحول الى فريسة، بينما حققت الجمهورية الاسلامية في 12 يوما مكاسب كبيرة يدرجها خبراء الحرب في مقولة (تحويل التهديدات الى فرص) :
1- افشلت مشروع اسقاط النظام رغم ان الذين خططوا له ونفذوه هم الكيان واميركا والاتحاد الاوربي، اي انها حرب عالمية على الجمهورية الاسلامية.
2- ايران كانت لوحدها في الدفاع والهجوم مع انها دولة محاصرة اقتصاديا وتسليحيا لعشرات السنين، وهذا يعني انها واجهت كل الدول العظمى في العالم عسكريا واستخباريا واعلاميا واقتصاديا وانتصرت.
3- شهدت ايران تضامنا شعبيا هائلا فالشعب الايراني كله حتى من يعارضون النظام وقف الى جانب نظامه في مشهد نادر.
4- بضربها قاعدة العديد الامريكية في قطر وجهت ايران رسالة لكل البلدان التي تستضيف قواعد مماثلة وجعلتهم في حالة رعب كما قدمت تلويحا باغلاق مضيق هرمز، وقد فهم ترامب الرسالة بدقة.
5- وقف اطلاق النار يوفر فرصة لايران لاصلاح نظامها الاستخباري وكشف شبكات التجسس وتطوير سلاحها التقليدي وغير التقليدي وبناء منظومة دفاعاتها الجوية وتحديث اسطولها الجوي.
الكيان الصهيوني لم يحقق ايا من اهدافه التي كان ينادي بها في هذه الحرب، فلم يقلب النظام ولم يحقق الفوضى التي يريدها، ولم يدمر المشروع النووي الايراني بل الحقت به اميركا اضرارا قابلة للاصلاح، ولم يدمر منظومة الصواريخ الستراتيجية، واصبح في دائرة هجمة مرتدة افقدته صوابه، واصبح يواجه الخراب وتوقف الحياة في الداخل والكراهية والاحتقار في الخارج.
اسئلة الختام : هل سيخترق الكيان وقف اطلاق النار بين الحين والآخر ويوجه ضربات لايران كما يفعل الآن مع لبنان؟ ما هو موقف العالم من الابادة المستمرة في غزة والتي كانت هي السبب في كل ماجرى؟ هل يمكن لترامب وحلفاءه ان يحولوا وقف اطلاق النار الى اتفاق موقع؟ وكيف ستثبت الجمهورية الاسلامية خيارات المنتصر في هذه الورقة؟ الاجوبة مؤجلة لأن الحدث مازال في بدايته؟]]>
admin Tue, 24 Jun 2025 17:26:56 +0300
مقومات نصر الله http://www.todaynewsiq.net/102979--.html http://www.todaynewsiq.net/102979--.html "Today News": بغداد 

       
       بسم الله الرحمن الرحيم
 {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿١﴾
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا﴿٢﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴿٣﴾ سورة النصر.

يُشكّل مفهوم النصر في القرآن الكريم منظومة متكاملة من الشروط الربانية، تتجاوز المكاسب أو التفوق الدنيوي، وتمتد إلى القيم الأخلاقية والروحية. فالنصر في الإسلام مشروط بالاستقامة على الحق، والالتزام بأوامر الله تعالى، وعند تحقق النصر يستوجب تسبيح الله عز وجل والشكر له بالقول ( سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).

ويبقى السؤال: لماذا يتأخر النصر الإلهي رغم الدعاء والجهاد؟ القرآن الكريم يجيبنا بأن هناك سننًا ربانية تحكم مسار النصر والهزيمة، وترسم خارطة الطريق نحو التمكين والعزة، ومنها نذكر:

أولًا: شروط النصر الرباني في القرآن الكريم
1- الالتزام بنصرة قيم ومبادىء الله عز وجل: قوله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )  [محمد: 7 ].  
(وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم: 47].

2. الصمود والتفاؤل والنجاح في الامتحان الرباني:
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}  [البقرة: 214].

3. النصر لا يُنسب إلى البشر، بل إلى الله خالقنا عز وجل ،  (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)  [ آل عمران: 126].
 ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ...﴾ (الحج: 40).

4- الاستقامة وعدم الركون إلى الظالمين: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [هود: 112، 113].

ثانيا: متى يتحقق النصر الرباني؟
يتحقق النصر بمشيئة الله القوي القادر الحكيم عندما يتم تجنب الفتن التالية:
1.فتنة التمحيص والابتلاء:
{وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} (الأنبياء: 35)
والبلاء يشمل:
أ- المعاصي والذنوب: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ (آل عمران: 165).
ب- الفرقة والنزاع: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا﴾ (الأنفال: 46).
ج- حب الدنيا وكراهية الموت: ﴿فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ (التوبة: 24).
د- مكائد الشيطآن التي تخوف الإنسان
 من طاعة الله {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ}[البقرة: 268]، و {إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175].
ه- الهزيمة النفسية: ﴿إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ...﴾ (آل عمران: 155).
و -،الهزيمة الأخلاقية: ﴿فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ﴾ (النحل: 112).

2.فتن الخبثاء:
{مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ } (آل عمران: 179)

3.عدم نضج الأمة لتحمّل النصر:
فالنصر مسؤولية عظيمة، لا تُمنح لمن لم يُعدّ لها نفسيًا وروحيًا.

4.عدم تهيئة البيئة لقبول الحق
فقد يكون التأخير لحين انكسار الطغيان أو تهيئة القلوب.
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}  [النور: 55].

5.تحقيق الإخلاص الكامل لله  في الجهاد في سبيل الله:

{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (التوبة: 111).


 ان تأخر النصر لا يعني الخسارة، بل هو مرحلة تمهيد وتمحيص، يدعو الأمة لمراجعة نفسها واستكمال شروط التمكين سواء من خلال نضجها الداخلي أو من خلال تهيئة البيئة المحيطة بها أو تهيئة الإمكانات اللازمة لتحقيق النصر.
 ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ الرعد: 11،
( وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }الصف: 13.

     وليد الحلي
24-6-2025]]>
admin Tue, 24 Jun 2025 13:48:26 +0300