الرئيسية / الحوراء زينب الكبرى (ع) صرخة الحق التي زلزلت عروش الطغاة

الحوراء زينب الكبرى (ع) صرخة الحق التي زلزلت عروش الطغاة

"Today News": بغداد 

في صفحات التاريخ الإنساني تقف نساء خالدات، نقشت أسماؤهنّ بمواقف فريدة لا تُمحى، وكانت الحوراء زينب بنت الإمام علي (عليهما السلام) من أعظم هذه النماذج؛ امرأةٌ صنعت ملحمةً من العزيمة والصبر والإباء في وجه أعتى طغاة زمانها. ففي واقعة كربلاء وما تلاها، جسّدت زينب الكبرى أعظم دروس البطولة النسائية، فكانت الصوت الذي أفشل نصر الطغيان، وأبقى ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) حيّةً نابضةً في ضمير الأجيال.

١- امرأة بحجم أمة
لم تكن زينب الكبرى (عليها السلام) أسيرةً مكسورة، بل كانت سيدة الموقف التي أدارت ظهرها للمأساة لتقود الركب بأعظم شجاعة، حاملةً جراحها وصبرها الجبّار من كربلاء إلى الكوفة، ومن الكوفة إلى مجلس يزيد في الشام، ثم عائدةً إلى المدينة المنوّرة تحمل راية الوعي والثبات.

٢- موروث العظمة: من البيت العلوي إلى ساحات المواجهة
جمعت السيدة زينب (عليها السلام) خصال آل البيت (عليهم السلام):
- شجاعة أبيها الإمام علي (عليه السلام).
- صلابة أمّها فاطمة الزهراء (عليها السلام).
- حلم وحكمة أخيها الإمام الحسن (عليه السلام).
- جهاد وتضحية أخيها الإمام الحسين (عليه السلام).
-
- وفاء وبسالة بطل كربلاء أبي الفضل العباس (عليه السلام).

فكانت وريثة كل هذه القيم النبيلة التي صنعت منها قائدة المواجهة الإعلامية في قصور الظالمين.

٣- خطاب زلزل العروش
بلغت ذروة البطولة حين وقفت زينب (عليها السلام) في مجلس يزيد، والأسارى من حولها، لتواجهه بلسان الحق الذي لا يهاب سلطانًا ولا سوطًا، فقالت:
«ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك، إني لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، وأستكبر توبيخك…
وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد…»

لقد كانت كلماتها سيفًا أمضى من السيوف، تكشف زيف السلطان وتفضح باطل بني أمية أمام التاريخ والأجيال.

٤- دروس خالدة للمرأة والإنسانية
أثبتت السيدة زينب (عليها السلام) أن المرأة يمكن أن تكون أمةً حين تحمل رسالة الحق والعدل والكرامة. فقد صبرت على فجيعة استشهاد إخوتها وأبنائها، ورعت الأيتام والنساء، وحمت الإمام زين العابدين (عليه السلام) في مرضه، وأبقت شعلة الثورة الحسينية متقدةً رغم قيود الأسر والمآسي.

٥- امتدادٌ لخطٍّ عظيم
وقفت السيدة زينب (عليها السلام) حيث وقفت من قبلها السيدة خديجة الكبرى (عليها السلام) إلى جانب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وساندت الزهراء البتول (عليها السلام) أمير المؤمنين عليًّا (عليه السلام) في الدفاع عن الحق، فأكملت زينب حلقة المرأة الحارسة للرسالة في كل عصور الظلم، لتعلن أن الكلمة الصادقة يمكن أن تهزم السيف والعرش والبطش.

٦- زينب الكبرى راعية الأيتام وعوائل الشهداء
قدّمت السيدة زينب (عليها السلام) الشهداء من أبنائها وإخوتها وأقاربها الذين نصروا الإمام الحسين (عليه السلام) في معركة الطف بكربلاء، ثم رعت الأيتام والنساء، وحمت ابن أخيها الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) في مرضه وضعفه، محافظةً على بقاء خط الإمامة متصلًا رغم أهوال الأسر والمآسي.

٧- زينب الكبرى مدرسة خالدة لكل امرأة:
ستظل الحوراء زينب (عليها السلام) مدرسةً حيةً لكل من يسعى للحرية والكرامة والحق، وستبقى كلماتها مشاعل نورٍ تهدي الضمائر في زمنٍ يحتاج فيه العالم إلى نماذج الصمود والإباء والثبات أمام الطغاة.

رحم الله زينب الكبرى (عليها السلام)، وأبقى ذكراها منارةً لكل حرٍّ يأبى الذلّ والظلم.

        وليد الحلي
 ٩ محرّم الحرام ١٤٤٧ هـ
٥ تموز ٢٠٢٥ م
اليوم, 14:44
عودة