توجه الموظفون ومتقاضو الرواتب في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كوردستان، يوم السبت، إلى المصارف وأجهزة الصراف الآلي لتسلم رواتبهم، وذلك بعد 85 يوماً من التأخير بسبب الخلافات المالية بين بغداد وأربيل.
وقال عبد الله، وهو موظف حكومي، إنّه "رغم تسلم الراتب اليوم، والحديث عن حلّ المشاكل المالية والخلافات بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، إلا أن الشارع ما زال متخوّفاً كثيراً من تجدد هذه الخلافات التي تنعكس سلباً على قوت المواطنين".
وأضاف أن "هناك استخداماً لقوت المواطنين كورقة ضغط بين الجانبين، وهذا الأمر لا يضرّ إلا بالشعب ".
وبدوره، قال كاروان، موظف حكومي، إن "المبلغ الذي نتسلمه اليوم بعد 85 يوماً من التأخير سيكون فقط لسداد الديون خلال الفترة الماضية، حيث إن غالبية الموظفين وهم أصحاب عائلات ومعيلون قاموا بالاقتراض، والبعض منهم قام حتى ببيع أجهزة منزلية في بيته لكي يتمكن من العيش".
وتابع حديثه قائلاً: "لا أعتقد أن هذا الراتب سيعيد العجلة الاقتصادية إلى الأسواق بشكل جيد كما كان عليه في السابق".
ويشهد ملف تمويل رواتب الإقليم توتراً مستمراً بين الحكومتين الاتحادية والإقليمية، إذ تشترط بغداد تسليم الإيرادات مقابل التمويل، في حين تتهم أربيل المركز بعرقلة الصرف لأسباب سياسية واقتصادية.
وكانت الحكومة الاتحادية قد اعتمدت آلية "السلف المالية المشروطة" بعد توقف تصدير نفط الإقليم عبر ميناء جيهان التركي، ما زاد من تعقيدات الأزمة، قبل أن تصدر المحكمة الاتحادية في شباط الماضي قراراً يُلزم الحكومة بدفع الرواتب مباشرة، في خطوة أسهمت لاحقًا بتقليص حدة الخلافات.
وجاء صرف رواتب أيار بعد تأخر دام أسابيع، على خلاف رواتب نيسان التي صُرفت في وقتها، فيما تأمل الأوساط السياسية والشعبية في الإقليم بأن تستمر التسويات وتُعتمد آلية مستقرة لصرف الرواتب مستقبلاً.