باشرت الحكومة المحلية في محافظة نينوى، صباح اليوم الأحد، بفتح حفرة "الخسفة" التي اتخذها تنظيم داعش مقبرة له لرمي جثث من يقوم بإعدامهم أبان سيطرته على مدينة الموصل في أواسط العام 2014 والتي استمرت لمدة ثلاث سنوات قبل أن تتمكن القوات العراقية من استعادتها من قبضته.
وقد تم فتح مقبرة "الخسفة" الجماعية من قبل المحافظ عبد القادر الدخيل، ورئيس محكمة استئناف نينوى القاضي رائد المصلح بحضور عدد من المسؤولين المحليين والمعنيين بملف المقابر الجماعية.
وقالت الحكومة المحلية في بيان اليوم، إنه تم العثور على رفات عدد من الضحايا، وهم معصوبو الأعين.
في غضون ذلك أعلن الدخيل خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع القاضي رائد المصلح في مكان الحفرة، البدء في المرحلة الأولى من فتح مقبرة الخسفة.
وقال محافظ نينوى خلال المؤتمر، إن مقبرة الخسفة جريمة يندى لها العقل والضمير وهي جرح نينوى الغائر، مردفا بالقول: لقد تفنّن الإرهاب في إعدام أبناء المحافظة، حيث بلغ عدد الضحايا (20,000) من مختلف القوميات والأديان.
وأضاف أنه "في يوم واحد فقط، أُعدم أكثر من (2,000) مواطن من أهالي الموصل على يد الإرهاب، بينهم (600) مواطن من منطقة وادي حجر"، مبينا أنه "قبل بضعة أشهر، وبدعم مباشر من رئيس محكمة استئناف نينوى، بدأنا أولى الخطوات لفتح مقبرة الخسفة".
كما أشار الدخيل إلى أن الحكومة المحلية عملت، وبالتعاون مع رئاسة محكمة الاستئناف و دائرة الطب العدلي ومؤسسة الشهداء ودائرة المقابر الجماعية، على إنجاز المرحلة الأولى من فتح المقبرة".
ومضى بالقول: نتطلع إلى أن تكون جامعة الموصل قد أنجزت المتطلبات اللازمة لإجراء الدراسة البيولوجية لهذه الحفرة، للتعرف على جميع الرفات.
وتابع رئيس الحكومة المحلية، أنه "سنعمل على إنشاء نصبٍ تذكاري في هذا الموقع أو في موقع آخر تخليداً لشهداء الخسفة هذه المجزرة المروّعة".
والحفرة التي تعرف بـ"الخفسة" محلياً، حفرة جيولوجية عميقة تبعد نحو 20 كيلومتراً من جنوب الموصل، مركز محافظة نينوى شمالي العراق، وتعد واحدة من المقابر الجماعية التي استخدمها "داعش" لتغييب جثث ضحاياه خلال سيطرته على الموصل بين حزيران/يونيو 2014 وتموز/يوليو 2017.
ويقدر عدد الذين أعدمهم التنظيم المتشدد والقاهم في الحفرة نحو 3 آلاف، ويتحدث البعض عن أعداد مضاعفة مرتين أو ثلاثة.
ورغم المطالب الشعبية المتكررة من قبل أهالي نينوى والجهات الحقوقية لمعرفة حقيقة ما حدث وتحديد مصير المفقودين، بقيت الحفرة مغلقة على مدى الأعوام التي تلت تحرير الموصل من تنظيم داعش وإعلان هزيمته عسكرياً في العام 2017.
وما يزال موضوع حفرة الخسفة التي تُصنف كأكبر مقبرة جماعية في العالم محط اهتمام المجتمع الدولي والمحلي، حيث يستمر الضغط على السلطات المختصة لاتخاذ إجراءات عاجلة تُفضي إلى كشف أسرارها وتقديم الأمل لأسر الضحايا الذين ما زال مصيرهم مجهولاً.