"Today News": متابعة
تشهد مدينة السويداء السورية، ومنذ منتصف تموز يوليو الماضي، تصاعداً خطيراً في التوترات، حيث اندلعت اشتباكات أسفرت عن مئات القتلى وتسببت بنزوح أكثر من 128 ألف شخص.
وأثارت هذه الاشتباكات أزمة إنسانية حادة بسبب إغلاق الطرق، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والدواء والخدمات الأساسية، وقد تعذر وصول مساعدات منتظمة للمحافظة، إذ أكد قائد قوى الأمن الداخلي في السويداء، أحمد الدالاتي، أن بعض التجار اعتذروا عن متابعة التوريد بسبب تعرضهم لتهديدات داخلية أثناء محولتهم إدخال المواد الغذائية.
وأضاف في بيان له، أن "الوزارة بالتنسيق مع غرفة التجارة، بدأت بتنفيذ آلية التوريد المُعتمدة منذ 7 آب/ أغسطس الجاري، ونجحت في إدخال كميات كبيرة من المواد الغذائية والخضروات والفواكه بتاريخ 17 من الشهر".
وبين استعداد وزارة الداخلية لـ"تأمين خط تجاري آمن لاستمرار توريد المواد الأساسية للمحافظة، مع تأمين الطرق لضمان وصول السلع لجميع المواطنين".
إلى ذلك، أشار الخبير الأمني، نضال الأحمد، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "التهديدات التي تعرض لها التجار تهدف بحسب البيان إلى الضغط عليهم لوقف التوريد، أو لنقل رسالة أن تسلل الإمدادات هو أمر غير مرحب به من قبل بعض الفصائل".
ولفت إلى أنه "رغم أن البيان لم يصرّح صراحة بهويات الأطراف المهددة، إلا أن هذا المشهد يتوافق مع طبيعة التوترات الميدانية المعقدة في السويداء منذ تموز/ يوليو".
وذكر أحد عناصر الهلال الأحمر، لوكالة شفق نيوز، أن "الوضع الراهن في السويداء يعكس معادلة معقدة، فمن جهة هناك حاجة ملحّة للمواد الأساسية، وخاصة بعد القطع شبه التام لعقود الإمداد، ومن جهة ثانية، فوضى أمنية تعرقل وصول المساعدات وتعزز إضعاف الاستقرار، حتى مع توفر إجراءات رسمية من الحكومة لتأمين التوريد، فما تزال الطرق محفوفة بالمخاطر، وتحتاج لتنسيق دقيق مع القوى المحلية".
لكن أبو مروان، وهو أحد سكان السويداء، يقول لوكالة شفق نيوز: نعيش منذ أسابيع على كميات قليلة من المواد الغذائية، أي توقف للتوريد يعني أن الأسعار سترتفع أكثر، ونحن بالكاد نؤمّن احتياجات عائلاتنا.
واستقبلت السويداء أكثر من 12 قافلة مساعدات خلال شهر آب/ أغسطس الجاري، بمعدل قافلة واحدة تقريبًا كل يومين، وذلك بالتنسيق بين الحكومة السورية والمنظمات الإنسانية الدولية.
وتضمنت المواد الموردة: مواد غذائية، شملت سلالًا غذائية، طحينًا، خضروات، وفواكه، كما تضمنت مستلزمات طبية، مثل الأدوية، ومعدات تشخيص، وقوارير أنسولين، زمستلزمات إيواء، مثل بطانيات، فرشات، وأدوات نظافة.
كما تضمنت القوافل، كميات وقود، لتشغيل الأفران وأبراج الاتصالات، وعبوات مياه كبيرة لمستشفيات السويداء وشهبا.