تشهد الكرة الأرضية اليوم الأحد كسوفًا جزئيًا للشمس يوصف بالعميق، حيث يغطي القمر جزءًا كبيرًا من قرص الشمس في مناطق محددة من نصف الكرة الجنوبي، منها نيوزيلندا وأجزاء من أستراليا وبعض جزر المحيط الهادئ.
وفقًا للجمعية الفلكية بجدة، قد يكون كسوف الشمس مشوقًا للمشاهدة، لكنه ينطوي على مخاطر حقيقية عند عدم مراقبته بالطرق الصحيحة.
فقد شددت الجهات العلمية المختصة على ضرورة حماية العين من الأذى الناتج عن النظر المباشر إلى الشمس، لما قد يسببه من ضرر دائم لشبكية العين.
أما أبرز وسائل الحماية الموصى بها فتكمن في استخدام نظارات مخصصة لكسوف الشمس، أو فلاتر آمنة للتلسكوبات والمناظير، أو متابعة الحدث عبر البث المباشر للمراصد الفلكية الرسمية.
كما يُحذر بشدة من استخدام النظارات الشمسية العادية أو الأدوات التقليدية كقطع الزجاج المدخن، لعدم كفاءتها في الحماية من الأشعة الضارة.
إلى ذلك، يحذر الأطباء باستمرار عبر المواقع الطبية المتخصصة من أن النظر إلى الكسوف الشمسي دون الحماية الصحيحة للعين يعرضها لأشعة الشمس الضارة، ما قد يتسبب في تلفها.
كما ينبهون إلى أن مشاهدة الكسوف الشمسي عبر كاميرا الجوال قد تؤدي أيضًا إلى تلف كاميرا الجوال.
ومن الأعراض التي قد تحدث عند النظر إلى كسوف الشمس دون حماية العين: فقدان الرؤية المركزية، أو اعتلال الشبكية الشمسي، والرؤية المشوهة، وتغير لون الرؤية.
وبحسب منشور الجمعية الفلكية بجدة عبر حسابها الرسمي على "فيسبوك"، يشير وصف الكسوف بالعميق إلى النسبة الكبيرة لتغطية قرص الشمس في تلك المناطق.
ولن يكون هذا الحدث مرئيًا في السعودية أو أي دولة عربية، وستبلغ مدة الكسوف الإجمالية أربع ساعات و 25 دقيقة.
لكنه سيكون مرئيًا فقط في بعض مناطق نصف الكرة الجنوبي، وتختلف نسبة التغطية حسب الموقع. ففي نيوزيلندا، سيشهد الجزء الجنوبي مثل كرايستشيرش تغطية تصل إلى حوالي 72% من قرص الشمس، بينما سيكون الجزء الشمالي مثل أوكلاند أقل نسبة، لتصل التغطية شمالًا إلى نحو 70% وجنوبًا إلى نحو 80% بالتزامن مع شروق الشمس.
أما في أستراليا، فتصل نسبة التغطية على الساحل الشرقي مثل سيدني إلى حوالي 3%. تشمل جزر المحيط الهادئ مثل تونغا وساموا وفيجي تغطية تصل إلى حوالي 27%. وفي القارة القطبية الجنوبية، ستشهد محطات الأبحاث مثل محطة ماكموردو تغطية تصل إلى حوالي 72%. يمثل هذا الكسوف فرصة علمية مهمة لاختبار أجهزة الرصد الفلكية والتحقق من الحسابات المدارية للقمر والشمس، كما يُستفاد منه في دراسة تأثير الضوء والظلال على الغلاف الجوي.
يذكر أن هذا الحدث يعد فرصة تعليمية لرفع الوعي بعلم الفلك من خلال تجارب مدرسية مثل قياس الظلال أو مراقبة تغير درجات الحرارة. كما يجذب هواة الفلك في مناطق الرؤية لمتابعة الظاهرة والتوثيق الفلكي.