"Today News": بغداد
استذكر حزب الدعوة الإسلامية ،اليوم الجمعة، في الذكرى السنوية لاعدام شهداء قبضة الهدى ، مؤكدا كونهم دعاة سلميين يدعون الى طاعة الله .
وقال الحزب في بيان له :
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ). التوبة: 52.
مع إطلالة يوم ١٢/٥ من كل عام تخيّم علينا أجواء الألم والفجيعة بالذكرى السنوية لإقدام نظام البعث الدكتاتوري على الجريمة النكراء بإعدامه كوكبة الدعاة الشيخ عارف البصري وصحبه الابرار - رضوان الله تعالى عليهم، ولم يكن لهم من ذنب سوى انهم قالوا ربنا الله ثم استقاموا، وكانوا يدعون الى طاعته بالحكمة والموعظة الحسنة، والحوار بالتي هي أحسن بالفكر والحجة والعقل. غير ان النظام البعثي كان عديم الثقافة، ويفتقر الى المنطق السليم، والقدرة على المواجهة الفكرية ، إذ ضاق ذرعا من هؤلاء العلماء والمثقفين، فلم يجد أمامه من سبيل سوى إعمال السيف في رقابهم للقضاء على مشروعهم الإسلامي الحضاري الذي بدأ يجد صدى في وسط الامة.
إن الشيخ عارف وصحبه الكرام كانوا دعاة سلميين يؤمنون بحرية العراقيين واختيار إراداتهم، ويدعون الى فتح الفضاء الوطني أمام الجميع للتعبير عن آرائهم بلا قمع ومصادرة، ولا فرض اتجاه سياسي محدد بالترهيب والترغيب، وتنميط المجتمع على أمزجة الحاكم المستبد وأهوائه، فالشهداء الخمسة قد جردوا نظام البعث من أدواته بكل جرأة وبطولة، واستهانوا بقمعه وسلطاته، وكشفوا زيف شعاراته للعراقيين، وأطلقوا صرخة الرفض المدوية لسياسة البعث ونهجه الاجرامي، والتي هزت كيانه في مرحلة تصاعد فيها غروره السياسي وانتفاخ قوته.
إن شهداء قبضة الهدى (الشيخ عارف البصري، وعماد الدين التبريزي الطباطبائي،
وعز الدين القبانجي، ونوري طعمة، وحسين جلوخان) يعدون عناوين بارزة في العطاء والتضحية والتمسك بالمواقف المبدئية والقيم السامية، وبذلك يحتلون صدر صفحات التاريخ السياسي المعاصر للعراق، وإن شهادة هؤلاء الدعاة الأباة هي حلقة في سلسلة تضحيات قدمها حزب الدعوة الإسلامية بفخر وجدارة، وشق الطريق امام التيار الإسلامي في الظهور والصعود والانتشار والتمكين، وان تلك التضحيات الغالية المتسلسلة تاريخيا من الشهيد القائد عبد الصاحب دخيل- ابي عصام – رضوان الله عليه- الى الشهداء الخمسة ثم جريمة العصر بتصفية المرجع القائد الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر-رضوان الله تعالى عليه، والى كل المجازر الدموية التي توالت بعد ذلك بحق المؤمنين والاحرار من أبناء العراق قد قادت الى الخلاص وانعتاق الوطن الحبيب من الطغمة البعثية الفاسدة، فكان طريقنا حقا طريق ذات الشوكة.
ان الشهداء الخمسة هم طليعة الوعي الإسلامي وقادة العمل الحركي كل في وسط شريحة من شرائح المجتمع، فقد استطاعوا ان يبثوا الفهم الصحيح للإسلام كرسالة حياة، ويحثوا على الالتزام بأحكام الشريعة الغراء، وبناء الفرد والمجتمع على أسس القيم الأخلاقية السماوية.
ان شهداءنا كانوا الشعلة الوهاجة التي أنارت طريق العزة والحرية والكرامة لشعبنا ووطننا، وكانوا نداء الحق والعدل في وقت كانت لغة النظام البعثي الموت والزنازين، ووسيلته إثارة الرعب والخوف في النفوس، وقد جاهد الشهداء من أجل فتح مسار سياسي جديد لهذا البلد يعتمد على الإرادة الحرة للمواطنين في تقرير مصيرهم وبناء النظام العادل والحكم الرشيد.
وفي ذكرى شهادتهم نقف اجلالا واكبارا أمام تضحياتهم التي عبدت الطريق لما وصل اليه العراق اليوم من تجربة سياسية واعدة، ومن الوفاء لهم الحرص على تحقيق أهدافهم ومواصلة اداء رسالتهم ، وعلى استقامة مسيرة العملية السياسية على منهج الشهداء، ونؤكد أن المنجز الانتخابي يبقى غير مكتمل ما لم يتوج سريعا بتشكيل حكومة وحدة وطنية ذات قاعدة واسعة من الكفاءات النزيهة والمخلصة والقادرة على أن ترتقي بالأداء الى ما يتطلع اليه العراقيون من حيث البرامج والمشاريع والخطط الى مستويات عالية وطموحة، وبإجراءات فاعلة تخضع لجداول زمنية محددة، حتى يتمكن الشعب من المتابعة والرقابة، وأن تضع الحكومة الجديدة في صدارة أولوياتها الخدمات وقلع جذور الفساد المستشري والمتصاعد يوميا، واستعادة هيبة الدولة، وحماية النظام السياسي من عواصف الاحداث الإقليمية والدولية، وهذا لا يتحقق إلا بالشراكة المتوازنة في ظل الدستور، والتوزيع العادل لإيرادات الموازنة على جميع المحافظات، وايجاد فارق نوعي في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين الصابرين.
فسلام على شهداء قبضة الهدى وعلى قائدهم الامام الشهيد السيد الصدر في العليين،
وسلام على شهداء العراق.
حزب الدعوة الإسلامية
المكتب السياسي
٥ -١٢-٢٠٢٥
١٣ جمادى الاخرة ١٤٤٧