حملت السعودية، يوم الثلاثاء، دولة الإمارات مسؤولية دعم تصعيد المجلس الانتقالي الجنوبي وتهديد أمن اليمن والمنطقة، وذلك عقب الضربة العسكرية التي نفذها التحالف في ميناء المكلا بمحافظة حضرموت.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها عن أسفها "لما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة من ضغط على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لدفع قواته للقيام بعمليات عسكرية على حدود المملكة الجنوبية في محافظتي حضرموت والمهرة".
وأكدت أن "ذلك يعد تهديدًا للأمن الوطني للمملكة، والأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية والمنطقة"، مشيرة إلى أن "الخطوات التي قامت بها دولة الإمارات تعد بالغة الخطورة، ولا تنسجم مع الأسس التي قام عليها تحالف دعم الشرعية في اليمن، ولا تخدم جهوده في تحقيق أمن اليمن واستقراره".
وأكدت أن "أي مساس أو تهديد لأمنها الوطني هو خط أحمر لن تتردد المملكة حياله في اتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة كافة لمواجهته وتحييده".
كما تؤكد المملكة التزامها بـ"أمن اليمن واستقراره، وسيادته، ودعمها الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي وحكومته، وتجدد في هذا الإطار تأكيدها أن القضية الجنوبية هي قضية عادلة، لها أبعادها التاريخية، والاجتماعية، وأن السبيل الوحيد لمعالجتها هو عبر طاولة الحوار ضمن الحل السياسي الشامل في اليمن، الذي ستشارك فيه كافة الأطياف اليمنية بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي".
وشددت على "أهمية استجابة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لطلب الجمهورية اليمنية بخروج قواتها العسكرية من الجمهورية اليمنية خلال أربعة وعشرين ساعة، وإيقاف أي دعم عسكري أو مالي لأي طرف كان داخل اليمن".
وكان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، أعلن في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، تنفيذ عملية عسكرية محدودة استهدفت أسلحة وعربات قتالية في ميناء المكلا بمحافظة حضرموت، قال إنها وصلت من الإمارات دون تصاريح رسمية، في ظل تصعيد جديد بين أطراف النزاع.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، اللواء تركي المالكي، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن "العملية جاءت بناء على طلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، بهدف اتخاذ التدابير العسكرية اللازمة لحماية المدنيين في محافظتي حضرموت والمهرة".
وأشار المالكي إلى أن "سفينتين قادمتين من ميناء الفجيرة دخلتا ميناء المكلا خلال يومي السبت والأحد دون الحصول على التصاريح المطلوبة من قيادة القوات المشتركة للتحالف"، لافتا إلى أن "طاقمهما عطَّل أنظمة التتبع، وأنزل كميات من الأسلحة والعربات القتالية دعماً لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي".
وأضاف أن "هذه التحركات تعد مخالفة صريحة لفرض التهدئة ومساعي الوصول إلى حل سلمي"، مؤكداً في الوقت ذاته "عدم تسجيل أي إصابات بشرية أو أضرار جانبية جراء العملية".
وجاءت الضربة بعد ساعات من دعوة التحالف المدنيين إلى إخلاء ميناء المكلا فوراً، وبعد تحذيرات سابقة من استهداف أي تحركات عسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي سيطر مؤخراً على مساحات واسعة في حضرموت والمهرة بدعم إماراتي.
من جانبه، أفاد مسؤول في ميناء المكلا، فضّل عدم الكشف عن هويته، بتلقي اتصال تحذيري لإخلاء الميناء قبل دقائق من الاستهداف، مشيراً إلى اندلاع حرائق في محيط الميناء، وسط مخاوف من انفجارات حالت دون إدخال فرق الإطفاء.
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بأن الطيران السعودي شن غارات على الميناء، مرفقة صوراً تُظهر تصاعد ألسنة اللهب.
ويشهد اليمن حرباً أهلية منذ أكثر من عقد، فيما تدخل التحالف بقيادة السعودية عام 2015 دعماً للحكومة الشرعية ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران. ورغم التوصل إلى هدنة في نيسان/ أبريل 2022، فإن التطورات الأخيرة تنذر بتجدد التوترات العسكرية داخل البلاد.