علّق الموقع الإلكتروني لمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الأربعاء ، على التصريحات والتهديدات الأخيرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران، مؤكّداً أنّ "كلفة الحماقة المقبلة لن تكون قابلة للمقارنة مع الحماقة السابقة"، في إشارة إلى أيّ مغامرة عسكرية محتملة ضد طهران.
وذكر الموقع في تقرير له ، أنّ ترامب جدّد، خلال لقائه مساء الاثنين مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، تهديداته ضد إيران، في سياق ما وصفه بـ"التهويل والتصعيد" الذي تنتهجه الإدارة الأمريكية منذ الحرب التي استمرّت 12 يوماً، معتبراً أنّ هذه اللغة تأتي ضمن سياسة "الضغط النفسي والحرب الإعلامية" لاستهداف الرأي العام الإيراني وتهيئة الأجواء الإقليمية والدولية.
وأشار التقرير إلى أنّ القوات المسلّحة الإيرانية "تعمل، حتى من دون وجود تهديدات علنية، في أعلى مستويات الجاهزية واليقظة"، معتمدة على ما راكمته من "خبرات في المواجهات السابقة"، مؤكّداً أنّ الاستعداد "يشمل جميع السيناريوهات المحتملة" من دون الحاجة إلى كشف أيّ تفاصيل عملياتية.
وأضاف أنّ سلوك الولايات المتحدة وحلفائها أظهر مراراً أنّهم "لا يعرفون حدوداً في الخداع والعدوان"، وهو ما يفرض – بحسب التقرير – على المؤسّسات العسكرية والأمنية الإيرانية "التحسّب الدائم لأيّ تطوّر"، ضمن مقاربة يصفها الموقع بأنّها "عقلانية ومدروسة".
واعتبر الموقع أنّ تهديدات ترامب "امتداد للسياسة الاستعلائية والبلطجية" للإدارة الأمريكية، التي تحاول من خلال التصعيد الإعلامي والعمليات النفسية "بثّ أجواء الحرب والتأثير في المناخ الداخلي، ولا سيّما الحالة النفسية للاقتصاد الإيراني"، عبر التلويح المتكرّر بالخيار العسكري.
ولفت إلى أنّ الولايات المتحدة، بالتنسيق مع "حليفها الإقليمي"، لجأت قبل نحو ستة أشهر إلى الخيار العسكري واصطدمت بـ"جدار صلب"، مؤكّداً أنّ واشنطن وتل أبيب تدركان اليوم أنّ أيّ عمل عسكري جديد ستكون كلفته "باهظة"، وأنّ ثمن "الحماقة المقبلة" سيكون "أكبر بكثير من السابق" على المستويين العسكري والسياسي.
وكان ترامب قد قال، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو، إنّ الولايات المتحدة "ستدعم أيّ تحرّك عسكري" إذا واصلت طهران تطوير برنامجها الصاروخي أو النووي، ملوّحاً بإمكانية "التحرّك الفوري" ضد إيران.
وفي هذا السياق، شدّد موقع خامنئي على أنّ لغة التهديد والوعيد "لن تجدي نفعاً" مع الشعب الإيراني، معتبراً أنّ هذه التصريحات تكشف "الوجه الحقيقي" للسياسات الأمريكية وتنسف "ادّعاءاتها المتكرّرة بشأن الدفاع عن حقوق الإنسان والحريّات".
وختم بالتأكيد على أنّ أيّ اعتداء جديد "سيُقابَل بردّ أشدّ وأقسى من السابق"، مشيراً إلى أنّ الشعب الإيراني "لا يخشى هذه التهديدات"، بل يرى فيها دليلاً إضافياً على "عجز وحماقة خصومه"، في عالم "أقرب إلى الغابة، حيث إنّ القوّة والقدرة على الردع شرط أساسي للبقاء".