الرئيسية / الإمام الجواد (ع) .. منارة العلم، وبوصلة العدالة، وإمام الوعي المبكر

الإمام الجواد (ع) .. منارة العلم، وبوصلة العدالة، وإمام الوعي المبكر

"Today News": بغداد 

بسم الله الرحمن الرحيم


نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى الأمة الإسلامية واليكم بمناسبة ذكرى ولادة الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام) في العاشر  من رجب سنة 195 هـ، والموافق تقريبًا للثامن من نيسان عام 811 ميلادي في المدينة المنورة، ولقبه المشهور هو "الجواد" أو "التقي"
وهو إمامٌ ثبتت إمامته في سن الصبا، ليكون دليلاً ناطقًا على أن الإمامة اصطفاءٌ إلهي لا يُقاس بالعمر، بل بالعلم، والحكمة، والحجة البالغة.

أولًا: بناء الشخصية المؤمنة
•أكّد الإمام الجواد (ع) أن القوة الحقيقية في ضبط النفس لا في الانفعال، فقال:«الحِلم لباسُ العالِم»
•دعا إلى الوقار والتوازن النفسي، لأن العالم بلا حلم يفقد أثر علمه.
•شدّد على الرقابة الذاتية وبناء الواعظ الداخلي، إذ لا صلاح بلا محاسبة للنفس.
•حذّر من الازدواجية الأخلاقية والنفاق الاجتماعي بقوله:
«لا تكن وليَّ الله في العلانية، عدوَّه في السر»
•أراد (ع) للإنسان أن تكون سريرته امتدادًا لعلانيته، لا نقيضًا لها.

ثانيًا: فقه الحركة والعمل
(بصيرة البدايات قبل النتائج)
•وضع الإمام الجواد (ع) قاعدة فكرية عميقة لإدارة الحياة والعمل بقوله:
«من لم يعرف الموارد أعيته المصادر»
•الموارد هي البدايات الصحيحة، والمصادر هي النتائج والمآلات؛ ومن أخطأ في الأولى ضلّ في الثانية.
•نبّه إلى خطورة العمل بلا علم أو وعي، لأن الجهد الأعمى قد يُفسد أكثر مما يُصلح.
•دعا إلى الاستقلالية الفكرية ورفض التبعية العمياء، لأن فاقد البصيرة يتحول إلى أداة بيد غيره.
•ومن كلماته (ع) في ترسيخ الثقة والوعي:
«ثِقةُ الإنسانِ باللهِ ثمنٌ لكلِّ غالٍ، وسُلَّمٌ إلى كلِّ عالٍ»

ثالثًا: المسؤولية الاجتماعية ومواجهة الظلم
•أعلن الإمام الجواد (ع) مبدأً أخلاقيًا خطيرًا في تحمّل الظلم بقوله:
«العاملُ بالظلم، والمُعينُ عليه، والراضي به، شركاء»
•بهذا المبدأ حمّل المجتمع مسؤولية السكوت عن الجريمة لا مجرد ارتكابها.
•رسّخ يقين العدالة الإلهية بقوله:
«يومُ العدلِ على الظالمِ أشدُّ من يومِ الجَورِ على المظلوم»
•شخّص (ع) مأساة المجتمعات حين يُهمَّش العلماء ويتصدر الجهال، فتضيع الموازين ويختل الوعي.

رابعًا: القيادة والنهضة بالوعي
•رغم قصر عمره الشريف (25 عامًا)، أسّس الإمام الجواد (ع) مدرسة قيادة واعية عبر شبكة من الوكلاء في مختلف الأمصار.
•جمع في نهجه بين:
•الدين والعقل
•القيادة والتقوى
•الثبات المبدئي والمرونة الحكيمة
•دعا إلى تقديم مصلحة الأمة على النزعات الضيقة.
•أكّد على ثقافة قبول النصيحة، والتثبّت، وعدم التسرّع في المواقف.

خامسا؛
•إن إحياء ذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام) ليس احتفالًا تاريخيًا فحسب، بل هو استدعاء لمنهجٍ متكامل في:
•الوعي
•والعدل
•وبناء الإنسان من الداخل
نحن اليوم أحوج ما نكون إلى مدرسة الجواد (ع) في تمييز الموارد قبل المصادر، وفي ترسيخ العدل في الضمائر قبل الأنظمة.

وليد الحلي
10 رجب 1447
31-12-2025
اليوم, 18:19
عودة