• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

ترامب يريد أن يحكم العالم بمنطق الغابة وبأسلوب يزيد القائم على قطع الرؤوس

ترامب يريد أن يحكم العالم بمنطق الغابة وبأسلوب يزيد القائم على قطع الرؤوس

  • اليوم, 14:58
  • مقالات
  • 16 مشاهدة
د.رعدهادي جبارة

"Today News": بغداد 


   أحياناً ؛ يحاول بعض المحللين و السياسيين أن يبرروا تهديدات الرئيس الامريكي ترامب بقتل القائد الخامنئي زعيم الجمهورية الاسلامية بأعذار واهية، و حجج باطلة ، و تبريرات سقيمة ما أنزل الله بها من سلطان .

   فيقول بعضهم :
 إن سبب التهديد بقتل القائد الخامنئي هو طول فترة الخلاف الايراني_ الأمريكي منذ العام 1979 حتى الآن!.
وبعضهم الآخر يقول :
إن المفاوضات الاخيرة التي خاضها الطرفان و استمرت لشهرين لم تؤدِّ إلى النتيجة التي كان يأملها ترامب، و لم تستجب ايران وقيادتها لمطالب امريكا بإلغاء البرنامج النووي أو وقف التخصيب بالكامل !.

  بَيد أن هذه التبريرات غير صحيحة وغير مقنعة. فرغم طول فترة الخلافات السياسية بين ايران وامريكا لكنها لن
تعطي الحق لأي رئيس أمريكي -حسب القوانين الدولية وحتى التعاليم المسيحية - أن يهدد أو ينفذ تهديده بقتل أي قائد أو رئيس ايراني أورئيس أي دولة أخرى تختلف معه ، مهما طالت فترة الخلافات بين البلدين .

  فعلى سبيل المثال:
إن الخلافات السوفيتية_ الامريكية والغربية استمرت لاكثر من قرن منذ عام 1917 بعد انتصار الثورة الماركسية و تشكيل النظام الشيوعي، و لحد الآن ما زال الخلاف الروسي - الامريكي والغربي مستمراً في معظم المجالات ، رغم زوال الحكم الشيوعي وأفول الماركسية - اللينينية كعقيدة للحكم .

   فهل حاول الرؤساء الأمريكان السابقون اغتيال الزعماء السوفييت أو التهديد بقتل أحد من الرؤساء الذين تعاقبوا على الحكم في موسكو بعد الثورة البلشفية منذ خروشوف و بريجنيف حتى غورباتشوف ؟
 الجواب:لا، لم يصرح أي رئيس امريكي بمحاولة قتل أي رئيس أو زعيم سوفيتي ولم يهدد بذلك في وسائل الاعلام علناً.
 
  ثم إن أمريكا كانت وما زالت تختلف مع عشرات الدول في العالم ، فكم ينبغي أن تقتل منهم ؟ بل هل يجوز لها أن تقتلهم جميعا ؟!

   اما الرد على الصنف الثاني  من تبريرات تهديد ترامب بقتل القائد الخامنئي بعدم توصل   الوفدين المتفاوضين الايراني والامريكي الى اتفاق بينهما خلال 60 يوماً فنقول :
كيف ولماذا حدد الرئيس الامريكي فترة الـ 60 يوما فقط لإنهاء المفاوضات والتوصل إلى اتفاق ثنائي ؟ هل هو وحي منزَل عليه؟ ثم هل يفترض بالوفد الايراني أن يقبل بمطالب غير قانونية وأمور باطلة وبنود مرفوضة واتفاق مفروض عليه ؟و هل يرضخ فقط لأن فترة الستين يوما ستنتهي و يغضب ترامب؟ وعلى أي أساس يوعز ترامب لنتن ياهو بقصف ايران ومحاولة قتل زعيمها !!؟ هل هذا منطق القانون الدولي الوضعي أم تعاليم الدين المسيحي؟
  إن المفاوضات -أي  مفاوضات بين دولتين - قد تنتهي خلال فترة قصيرة أو طويلة ، باتفاق يرضي البلدين المتفاوضين، وقد لا تنتهي بأي اتفاق سواء قصرت المدة او طالت ، لكن لا يحق لأي من البلدين أن يحدد فترة معينة للتفاوض ولا يحق لرئيس دولة أياً كانت أن تهدد بقتل زعيم البلد الآخر المتفاوض مع بلده ، وقصف بيته او مكتبه بسبب طول المفاوضات او حتى فشلها .إلا إذا كان المهدد مجرد رئيس عصابة وليس رئيس دولة.
  من أنت يا ترامب لكي تتجرأ و تهدد بقتل الزعيم الديني والقائد الايراني ، أو تباشر بعملية القتل عن طريق طائراتك الممنوحة للكيان المحتل ليقترف جريمة حرب بشعة مثلما فعلها سابقاً باغتيال زعماء حماس وحزب الله والجهاد الاسلامي و غيرهم؟

  ثم هل إن خلافات امريكا مع الصين وبنما وكندا واسبانیا و كورياالشمالية والفلبين و افغانستان واليمن وروسيا وغيرها من الدول في أنحاء العالم تجيز له أن يقتلهم لو فشل التفاوض بين الوفد الامريكي وهذه الدول ؟
    من نافلة القول إن  القيم والمبادئ الأمريكية تختلف عن قيم ومبادئ معظم الدول الأخرى، مما يؤدي إلى سوء فهم و خلافات شديدة وصراع ثقافي،وينحسرتأثير الثقافة الأمريكية على العالم بشكل كبير ولهذا يرى البعض أن الثقافة الأمريكية الحالية تحاول أن تكون تجسيداً لشخصية رئيس طاغية شرس شره ذي طموحات بغير حق ، وتؤثر سلباً على الاوضاع العالمية، مما يثير قلقاً دولياً من ممارسات القيادة الأمريكية.
 
   ان ترامب يريد أن يحكم دولته ويحكم العالم بمنطق الغابة وبأسلوب "يزيد" القائم على قطع رؤوس معارضيه، وليس بموجب المواثيق والقوانين الدولية، ويجب على المنظمات العالمية المعنية والمحاكم الجنائية الدولية والجهات ذات العلاقة أن تضع حداً لتهوره وخرقه وسفاهته ومنطقه الاهوج ومنهجه الاعوج ولابد من محاسبته و تقديمه للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب و تهديد الأمن والسلم الدوليين والاعتداء على سيادة دولة مستقلة و التهديد والشروع بقتل زعيمها، فضلاً عن عزله عن سدة الرئاسة التي اشتراها بأموال الملياردير ايلون ماسك وأمثاله ، وبضغوط اللوبي الصهيوني فهو ليس أهلاً لموقع رئیس دولة بحجم الولايات المتحدة ، مطلقاً ، فعقليته قائمة على البلطجة والعنجهية والمصلحية والقتل العشوائي والانفلات من القانون وتحقيق الأرباح السريعة وتجاهل القوانين ، حتى الاميركية نفسها.
  وسنسلط الضوء على هذا الجانب ،أكثر، في القسم الثاني من المقال،
إن شاءالله.

د.رعدهادي جبارة
الباحث في العلاقات الدولية والدبلوماسي السابق

أخر الأخبار