تزايدت خلال الأشهر الأخيرة شكاوى سكان العاصمة السورية دمشق من حوادث سرقة محتويات السيارات، والتي تتمّ غالباً عبر كسر النوافذ ليلاً في أحياء سكنية تغيب عنها الإنارة والحراسة المنظمة.
غياب الكاميرات يسهل المهمة
وبحسب تقديرات غير رسمية من متابعين للوضع الأمني في المدينة، فإن حوادث سرقة السيارات ومحتوياتها تتركّز بشكل أكبر في الأحياء التي تفتقر لكاميرات المراقبة أو عناصر الحراسة الليلية، حيث يُقدّر بعض الأهالي أنّ عشرات الحالات تُسجَّل شهرياً دون أن تصل جميعها إلى أقسام الشرطة.
ووفقاً لبيانات رسمية في دمشق تابعتها وكالة شفق نيوز، فقد جرى تسجيل نحو 3663 حالة سرقة سيارات أو محتوياتها في العاصمة خلال الفترة الماضية، ما يعكس حجم الظاهرة مقارنةً بالتقديرات غير الرسمية التي يتداولها السكان.
وفي إطار الملاحقة الأمنية، نفّذت شرطة منطقة التل حملات أسفرت عن توقيف عصابة مؤلفة من خمسة أشخاص متورطين في عشرات السرقات التي طالت سيارات ومنازل في مناطق متفرقة مثل معربا، التل، حرستا والفحامة، في محاولة للحد من تزايد هذه الحوادث.
مقتنيات بسيطة تتحوّل لغنائم
ويشير بعض السكان إلى أنّ السرقات تستهدف عادة مقتنيات بسيطة نسبياً مثل أجهزة إلكترونية صغيرة، حقائب، أو حتى إطارات وبطاريات السيارات، ما يفتح باباً للسوق السوداء لبيع هذه المواد سريعاً.
ويربط البعض انتشار هذا النوع من السرقات بالوضع الاقتصادي المتدهور وصعوبة تأمين فرص عمل، ما يدفع بعض ضعاف النفوس للجوء إلى أساليب السرقة السريعة.
وحول الإطار القانوني، يقول المحامي عمار كلش للوكالة، إنّ "الأجهزة الأمنية تمكّنت مؤخراً من القبض على بعض العناصر الإجرامية في مناطق متفرقة مثل التضامن والمزة، حيث اعترف بعض الموقوفين بضلوعهم في عشرات السرقات المتكررة، وبعضهم من أصحاب السوابق".
ويضيف أن "القانون واضح في هذه الحالات فبحسب المرسوم التشريعي رقم 15 لعام 2022، يُعاقَب مرتكب سرقة محتويات السيارات عبر الكسر أو الخلع بالسجن من 3 إلى 7 سنوات، إضافة إلى غرامة مالية قد تصل إلى 3 ملايين ليرة سورية".
ورغم تسجيل الضبوط الأمنية المتكررة، يرى المحامي، أنّ "آلاف الحالات ما تزال تتكرر في مختلف أحياء العاصمة، ما يثير التساؤل حول فعالية الإجراءات الحالية في ردع هذه الجرائم".
تحذير أممي وإرشادات وقائية
وتماشياً مع هذه المخاوف، حصلت وكالة شفق نيوز، على وثيقة عمّم فيها مكتب الأمم المتحدة في دمشق على موظفيه تحذيراً من "تزايد السرقات التي تستهدف المركبات غير المراقبة، داعياً إلى إزالة الأغراض الثمينة من السيارات، وتجنّب ترك أي مقتنيات ظاهرة قد تثير انتباه اللصوص، إضافة إلى التأكد من إيقاف المركبات في أماكن آمنة ومضاءة جيداً".
ورغم وجود حملات أمنية متفرقة، يلجأ السكان إلى إجراءات فردية للحد من هذه الحوادث، منها تركيب أجهزة إنذار بسيطة، واختيار أماكن وقوف مضاءة قدر الإمكان، أو حتى التعاقد مع حراس ليليين في بعض الأحياء.
وبين تراجع الوضع المعيشي وضعف الإنارة وخدمات المراقبة، تبقى سيارات دمشق مكشوفة أمام لصوص ينتظرون فرصة زجاج هشّ مغري بكسره.