عندما يُهان القرآن ويغيب صوت الأزهر!!
"Today News": بغداد
_اهتمام الأزهر الشريف بحادثة سيدني فورًا، وصمته عن تدنيس القرآن مُؤسِف حقًّا_
۩۩﷽﴿مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ﴾۩۩
التوبة: 38
????حدث مؤلم:
في الأيام الماضية هُزّت الأمة الإسلامية من مشرقها إلى مغربها بعد أن أقدمت مرشّحة أمريكية في تكساس على تدنيس القرآن الكريم علنًا، في فعل مستفز ومقصود، يراد به استغلال كراهية الإسلام لتحقيق مكاسب انتخابية رخيصة.
ومع أن الحدث بلغ من الفجاجة والوضوح حدًّا لا يحتاج إلى تفسير، إلا أن المدهش - بل المؤلم - هو ذلك الصمت المريب من مؤسسات يُنتظر منها أن تكون حاميةً للمقدسات وناطقةً بلسان الأمة، وعلى رأسها: الأزهر الشريف.
المفارقة هنا ليست مجرد غياب بيان، بل غياب لما هو أعمق: غياب الدور، وغياب الغيرة، وغياب الشعور بالمسؤولية الدينية.
نحن نتحدث عن القرآن… كتاب اللهﷻ… مرجع الأمة، أساس عقيدتها وهويتها وشريعتها.فإذا لم يتحرك الأزهر لأجله، فلأجل ماذا يتحرك؟
لقد شاهد العالم كله كيف أصدر الأزهر بيانًا سريعًا، وحادًا، و واضحًا، في إدانة حادثة سيدني التي استهدفت مدنيين يهوداً.
لكن السؤال الحارق هو:
لماذا يَسهل إصدار بيان لسيدني، ويصعب إصدار بيان لتدنيس كتاب الله في اميركا؟
لماذا يُدان الاعتداء على اليهود بسرعة، بينما يمرّ الاعتداء على كتاب الله ﷻ بلا موقف؟
هل أصبحت المؤسسات الدينية ترى أنّ حرمة السواح الممددين تحت الشمس على الشواطئ أعظم من حرمة القرآن كتاب الله العظيمﷻ؟
أم أنّ ما يجري في الولايات المتحدة محاط باعتبارات سياسية تجعل الأقلام ترتعش والبيانات تتأجل؟
???? زيارة السيسي لأمريكا شيء… وواجب الأزهر شيء آخر تمامًا
هناك من يربط - بصوت خافت أو تصريح خجول - بين صمت الأزهر وبين قرب زيارة الرئيس السيسي لواشنطن.
وكأنّ الأزهر ذراع سياسية يجب أن توازن بين رسالتها الشرعية و اعتبارات دبلوماسية. وهذا خطأ جسيم، وخطر أعظم.
الزيارة شأن سياسي، قد يكون له مبرراته وحساباته ومصالحه.
لكن الدفاع عن القرآن ليس شأنًا سياسيًا، وليس ملفًا دبلوماسيًا، وليس معادلة توازنات بين القاهرة وواشنطن.
إنه واجب عقدي لا يعلوه واجب، ولا يبرّر تأخيره اجتماع ولا زيارة ولا اتفاق.
وإنّ أي مؤسسة - مهما كانت مكانتها - إذا خشيت على مصالحها أو علاقاتها أو حضورها الدولي أكثر من خشيتها على كتاب اللهﷻ، فإنها تكون قد اختارت لنفسها موقعًا لا يليق بها، ولا يليق بتاريخها، ولا يليق بانتسابها للعلم والدين.
????هل نخشى إغضاب إدارة لم تراعِ يومًا مشاعر الأمة؟
أيّ منطق هذا؟
نخشى أن نُغضِب إدارةً منحت القدس للاحتلال دون خجل…وأعطته الجولان بجرأة ووقاحة…
وساندت كل ما يؤذي العرب والمسلمين، سياسيًا وعقائديًا؟
هل نخشى موقفًا من حكومة لم تُراعِنا يومًا… فكيف تُراعي غضبنا اليوم؟
إنّ من يعتبر العلاقات السياسية مقدمة على الدفاع عن القرآن، يسيء تقدير الأمور إساءة جسيمة؛ فالقرآن ليس بندًا في اتفاق، ولا موضوعًا قابلاً للمساومة، ولا ورقة ضغط بين حكومتين.
???? حرق القرآن ليس وقاحة فردية… بل كراهية ممنهجة
ما حدث في تكساس ليس نزوة امرأة؛ بل ظاهرة تتنامى في الغرب، حيث تتحول الإساءة للمقدسات إلى أداة سياسية و اسلاموفوبيا.
وغياب صوت الأزهر يُفسَّر - شاء أم أبى - بأنه تهاون أو تردد أو تنازل.
أمّة تصمت حين يُهان
القرآن،
ستصمت حين تُهان
كرامتها،
وحين يُهان
تاريخها،
وحين تُهان
مقدساتها الأخرى.
???? لذلك نقول بصراحة:
_إنّ صمت الأزهر عن تدنيس القرآن غير مقبول،_
_وغير مفهوم،_
_وغير مبرَّر._
ليس هجومًا، بل عتبًا من مسلم عربي غيور و محب، يرى أن المؤسسة التي وقفت قرونًا في وجه الغزو الفكري، والتعدي الديني، والجهل، والظلم، يجب ألا تصمت اليوم أمام حرق القرآن.
إنّ الأزهر أكبر من أن يخضع لحسابات سياسية، وأكبر من أن يخشى من عبوس رئيس أو رضى إدارة.
الأزهر يجب أن يكون ضمير الأمة، لا مرآة السياسة.
???? في الختام:
بوضوح:
نريد من الأزهر صوتًا واضحًا، و بيانًا صريحًا و صارماً، وموقفًا يهزّ العالم ويذكّر من يسيء:
أن القرآن ليس مجرد كتاب…بل حياة أمة، وعزُّ أمة، وكرامة أمة.وتعظيمه تعظيم لشعائر اللهﷻ.
وكما قال الله ﷻ في ختام القول الفصل:
﴿وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾
الحج: 32.
د.رعدهادي جبارة
الأمين العام
للمجمع القرآني الدولي
16-12-2025, 22:56 تقرير لرويترز .. الجفاف "يهزم" القمح العراقي ويسقط حلم الاكتفاء الذاتي
16-12-2025, 11:41 بضغط من واشنطن.. بغداد تودع "يونامي" والعين الأمريكية على الفراغ الأممي
اليوم, 21:06 عندما يُهان القرآن ويغيب صوت الأزهر!!
د.رعدهادي جبارةأمس, 11:12 إهانة القرآن انحدار أخلاقي فما موقف البيت الأبيض؟
د.رعدهادي جبارة15-12-2025, 14:26 إيران ولبنان… العلاقات التي لا تُلغِيها أزمة عابرة
د.رعدهادي جبارة15-12-2025, 10:04 رئاسة الوزراء العراقية… مأزق النظام السياسي
إبراهيم العبادي