كشف مصدر مسؤول في كركوك، يوم الأحد، أن موجة ارتفاع درجات الحرارة أسهمت في زيادة معدلات تبخر المياه من السدود التي تعتمد على مياه الأمطار، ما أدى إلى جفاف سدود بلكانة وقادر كرم، وسط مخاطر جدية تهدد سدي شيرين وخاصة جاي.
وأوضح المصدر، أن شهرَي تموز وآب شهدا تجاوز درجات الحرارة حاجز 50 درجة مئوية، الأمر الذي تسبب في تبخر كامل مخزون سد بلكانة الذي كان يحتوي على ربع طاقته التصميمية البالغة أكثر من مليون متر مكعب، في أول حادثة جفاف يشهدها السد منذ إنشائه، علماً أنه مخصص لخزن مياه مواسم الأمطار.
وأضاف أن سد قادر كرم، وهو أيضاً من سدود حصاد مياه الأمطار المخصصة لدعم الزراعة في المناطق المحيطة، جف بالكامل بعد أن فقد مخزونه جراء الحرارة العالية، ما أدى إلى تضرر المزارع التي كانت تعتمد عليه في ري المحاصيل الصيفية.
وأشار المصدر، إلى أن كركوك تضم ثلاثة سدود لخزن مياه الأمطار، هي بطانة، وشيرين، وخاصة جاي، مبيناً أن الجفاف ضرب سد شيرين ولم يتبق فيه سوى أقل من ربع طاقته التصميمية البالغة أكثر من مليون متر مكعب.
أما سد خاصة جاي، فبحكم سعته الكبيرة التي تصل إلى 82 مليون متر مكعب، فما يزال يحتوي على كمية مياه تقل عن ربع طاقته الخزنية، لكن استمرار ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار خلال الموسم المقبل قد يفاقمان من الوضع.
من جانبه، قال خبير الموارد المائية، سعد عبد الله، للوكالة إن "سدود حصاد الأمطار في كركوك صُممت لتكون رافداً استراتيجياً للزراعة والشرب في المناطق الريفية، لكن التغيرات المناخية وقلة الأمطار في السنوات الأخيرة جعلتها عرضة للجفاف السريع، خاصة مع ارتفاع معدلات التبخر إلى مستويات غير مسبوقة".
وأضاف أن "الاعتماد على هذه السدود وحدها لم يعد كافياً، ويجب على السلطات المحلية والحكومة الاتحادية وضع خطط عاجلة لإنشاء مشاريع تحلية وتخزين إضافية، فضلاً عن اعتماد تقنيات الري الحديثة لتقليل الفاقد من المياه".
وفي السياق ذاته، قال محمد خورشيد، وهو من سكان منطقة بلكانة، لشفق نيوز إن "الفلاحين في المنطقة يعتمدون بشكل شبه كامل على سد بلكانة في ري أراضيهم الزراعية، وجفافه هذا العام سيؤثر بشكل كبير على إنتاج المحاصيل، وقد يتسبب في خسائر مادية فادحة للمزارعين".
ويُعاني العراق منذ سنوات من ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، إذ شهدت عدة مدن عراقية خلال الصيف الحالي تجاوزاً لحاجز 50 درجة مئوية، بالتزامن مع انخفاض كبير في الإيرادات المائية من نهري دجلة والفرات نتيجة السياسات المائية لدول الجوار، ما أدى إلى تفاقم أزمة المياه في البلاد.
وتقول وزارة الموارد المائية إن العراق يواجه تحدياً وجودياً يتمثل في التغيرات المناخية، وتناقص الأمطار، وارتفاع معدلات التبخر، الأمر الذي يهدد الأمن الغذائي والمائي لملايين السكان.