انتقد المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، بشدة حصيلة التدخل الأمريكي في العراق والمنطقة، مؤكدا أن الولايات المتحدة أنفقت نحو ثلاثة تريليونات دولار وخاضت عقدين من “التاريخ الكارثي” قبل أن تنسحب من دون تحقيق مكاسب حقيقية، حسب تعبيره.
وقال باراك، في مقابلة مع شبكة "The National" ، إنه "زار العراق مؤخراً وخلص إلى أن التجربة الأمريكية هناك تمثل نموذجاً لسياسات “لا يجب أن تتكرر”، لافتا إلى أن التدخل العسكري انتهى بـ”فقدان مئات الآلاف من الأرواح وترك البلاد في حالة فوضى”، سمحت لإيران بملء الفراغ عبر فصائل مسلّحة موالية لها.
وأضاف أن "واشنطن دفعت بعد عام 2003 نحو صيغة الفيدرالية التي منحت إقليم كردستان حكما ذاتيا واسعا"، محذرا من أن "هذه المقاربة أدت عمليا إلى تجزئة مشابهة لما حصل في يوغسلافيا السابقة، وأن ما سماه “الفدرلة الممزقة” لم يحقق الاستقرار المطلوب.
وبرأي باراك، فإن "عجز القوى السياسية العراقية عن الاتفاق على صيغة موحدة للحكم فتح الباب أمام صدامات وانقسامات أوسع، قبل أن تستغل طهران هذا الفراغ لتعزيز حضورها داخل الدولة"، مشيرا إلى أن "الفصائل المدعومة من إيران أصبحت تمتلك تأثيرا محسوسا داخل البرلمان".
كما اعتبر أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني “شخص جيد”، لكنه "يفتقر إلى القوة السياسية الكافية في ظل تركيبة مجلس النواب، وهيمنة أطراف مرتبطة بالحشد الشعبي على مسارات تشكيل الائتلافات البرلمانية".
