دعا وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف، اليوم الأحد ، إلى الدخول في حوار مع الولايات المتحدة، معتبراً أن إسرائيل باتت تؤثر بشكل مباشر في توجيه السياسة الأمريكية تجاه المنطقة.

وقال ظريف في مقابلة تلفزيونية ، إن طهران لا تبدي أي رغبة في الدخول بمفاوضات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكداً أن التجارب السابقة أثبتت عدم جدوى هذا المسار.

وأشار ظريف إلى أن الولايات المتحدة، خلال مراحل سابقة من المفاوضات، لم تلتزم بتعهداتها، وهو ما أفقد أي عملية تفاوضية محتملة أسس الثقة اللازمة لنجاحها.

وأضاف أن إيران اختارت في مراحل مختلفة الدبلوماسية والحوار، لكنها واجهت في المقابل سياسات ضغط وتصعيد، معتبراً أن العودة إلى التفاوض مع إدارة ترامب لا تخدم المصالح الإيرانية في ظل غياب ضمانات حقيقية.

وأكد ظريف أن طهران لن تقبل التفاوض تحت التهديد أو الضغوط، مشدداً على أن أي مسار سياسي مستقبلي يجب أن يقوم على الاحترام المتبادل والالتزام بالاتفاقات الدولية.

وقال إن إيران لم تكن بحاجة فنية إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، موضحاً أن هذه الخطوة جاءت لإيصال رسالة إلى الولايات المتحدة بأن سياسة الضغط لا يمكن أن تُجبر طهران على الركوع.

ولفت ظريف أن الحرب التي وقعت لاحقاً كان بالإمكان تجنبها، معتبراً أن البديل الوحيد لغياب أي اتفاق هو المواجهة المكلفة لجميع الأطراف.

وأضاف أن إيران لم تُسحب إلى “اللعبة الأمريكية”، بل أُدخلت – بحسب تعبيره – في “لعبة المقاومة” التي لا تحقق مكاسب للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن إسرائيل هي من دفعت إيران وأمريكا معاً إلى هذا المسار.

وشدد على ضرورة الدخول في حوار، لأن إسرائيل – على حد قوله – توجّه السياسة الأمريكية، لافتاً إلى أن الأمريكيين أدركوا هذه الحقيقة مع حرب غزة.

وأكد ظريف أن مشكلة المنطقة، قبل الثورة الإسلامية وبعدها، هي الكيان الصهيوني، القائم – بحسب وصفه – على التوسع والاحتلال والقمع ونظام الفصل العنصري. وأشار إلى أنه قبل عامين كان يُنظر إلى إيران في الغرب على أنها العقبة الكبرى أمام السلام، بينما لم يُذكر اسمها اليوم حتى مرة واحدة في نقاشات مماثلة.

وفي جانب آخر، قال ظريف إن الولايات المتحدة باتت اليوم تقلّد الطائرات المسيّرة الإيرانية، مستشهداً بتقارير حديثة تحدثت عن إنتاج واشنطن نماذج من المسيّرات الانتحارية الإيرانية.

كما انتقد الموقف الأوروبي، معتبراً أن أوروبا وافقت عملياً على الانسحاب غير القانوني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، وفشلت في توفير آلية اقتصادية تحمي التعاون مع إيران.

وختم ظريف بالقول إن اختيار نهج المواجهة مكلف للجميع، مؤكداً أن إيران لم تبدأ الحرب، لكن كلفتها كانت باهظة، ما يجعل الحوار أقل ثمناً من الصدام.