• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

"المواكب النسوية".. مبادرات إنسانية ترافق زائرات الأربعين

"المواكب النسوية".. مبادرات إنسانية ترافق زائرات الأربعين

  • اليوم, 15:58
  • العراق
  • 10 مشاهدة
"Today News": متابعة 


خلال زيارة الأربعين، تنشط المواكب النسوية بتقديم مبادرات إنسانية متنوعة لخدمة الزائرات، مما يعكس دورها الحيوي في دعم هذه الفعالية الدينية الكبرى.

وعلى الطريق الرابط بين محافظتي النجف وكربلاء، اعتادت الحاجة فاطمة عبد الزهرة، البالغة من العمر نحو خمسين عاماً، الوقوف على طريق المشاة لتقديم ما تستطيع من دعم وخدمات للزائرات المتوجهات إلى ضريح الإمام الحسين.


الزائرات أولاً


وتروي الحاجة فاطمة،  أنها دأبت خلال الزيارة على اصطحاب بناتها الثلاث إلى طريق المشاة، لتوزيع السندويشات والماء والعصائر والفاكهة على الزائرات تحديداً، وعلى مقربة منها، تشارك ابنتها المتخرجة في قسم التحليلات المرضية ضمن مفرزة طبية نسوية تقدم خدماتها للزائرات، من فحص ضغط الدم ونسبة السكر، إلى معالجة الحالات الطارئة وتزويدهن بالعلاجات الأولية.

وتؤكد الحاجة فاطمة، أنها تعمل لساعات طويلة يومياً لتوفير الأطعمة للزائرات، كما تدخر كمية كبيرة من الأدوية الضرورية لتزويد المفرزة الطبية النسوية التي تديرها ابنتها.

وتشير إلى أن "خدماتها تقتصر على النساء، لوجود أعداد كبيرة من المواكب الخدمية الأخرى المخصصة للجميع على طول الطريق إلى كربلاء"، مستطردة بالقول: "لاحظت أن عدد المواكب الخاصة بالنساء لا يوازي أعداد الزائرات، لذلك قررت مع بناتي نصب موكب نسوي يقدم الدعم اللوجستي والطبي للزائرات".

ولا يقتصر جهدها على تقديم الخدمات في الطريق، بل تصطحب أيضاً بعض النساء إلى منزلها لتمكينهن من النوم والراحة قبل استئناف السير إلى كربلاء.


الدعاء لكل زائر


وممتاز المسيرة الحسينية  بمشاهد إنسانية ، تجسد الانتماء والارتباط الفطري بالإمام الحسين حفيد نبي الاسلام.

أم كاظم، وهي امرأة مسنة، تجلس وسط طريق الزائرين، ولا تملك ما تقدمه سوى الدعاء لهم بالقبول والعودة الآمنة، حيث تقول للوكالة: "حين لا أجد ما أجود به بسبب ضيق ذات اليد، أرى أن للخدمة الحسينية أبواباً كثيرة، ومنها الدعاء الذي فيه أجر كبير".

وتضيف أم كاظم، أن "من بين خدماتها إصلاح حجاب بعض الزائرات اللواتي أنهكهن التعب، وإعادة ترتيبه باحترام، مع قبلة على جبين الزائرة ودعاء لها قبل مواصلة المسير".


حلم الطفولة


كما تشارك الفتيات الشابات في خدمة الزائرات، ومن بينهن المهندسة الشابة ريم قيس، التي يعد موكبها النسوي نموذجاً للتواضع والتفاني، إذ يختص بتدليك أقدام الزائرات وتوفير الطعام ووسائل الراحة لهن.

وتوضح ريم، أيضاً للوكالة، أنها حلمت منذ طفولتها بنصب موكب خدمي، وعاهدت نفسها على تنفيذه حين يكون لها دخل خاص، فبدأت تدخر على مدار العام، وتجمع تبرعات من زميلاتها لدعم الموكب.

ويقدم موكبها الطعام والشراب والمبيت، وفقاً لحديثها، إضافة إلى بعض الخدمات الطبية التي توفرها صديقاتها المشاركات، وتقول إنها تقوم شخصياً بغسل أقدام الزائرات وتدليكها بالمرهم الطبي دون أي حرج، لأنها تشعر براحة معنوية ورفعة شأن في هذا العمل.

وتشهد زيارة الأربعين في كربلاء سنوياً توافد أعداد غفيرة من الزوار المحليين والأجانب تتجاوز 15 مليون شخص، توفر لهم المواكب الخدمية الطعام والشراب ووسائل الراحة، في أجواء روحانية فريدة.

أخر الأخبار