مواقع التواصل تمارس التخويف والحديث عن سيناريوهات تنفيها الحكومة
- اليوم, 10:30
- تقاير ومقابلات
- 11 مشاهدة
"Today News": متابعة
تشهد منصات التواصل الاجتماعي في العراق تزايداً في تداول سيناريوهات سياسية ترتبط بالانسحاب الأميركي من بعض القواعد والمناطق العراقية حيث يتحدث ناشطون ومدونون عن تحولات كبرى قد تعيد رسم الخارطة السياسية في البلاد غير أن خبراء يرون أن هذه الطروحات تفتقر في كثير من الأحيان إلى الدقة والموضوعية وقد تسهم في خلق حالة من القلق داخل الأوساط الشعبية.
تضارب في الروايات
يلاحظ مراقبون أن جزءاً كبيراً مما يطرح على صفحات “فيسبوك” أو في النقاشات الإعلامية يعتمد على تسريبات غير مؤكدة أو اجتهادات فردية ويشيرون إلى أن ليس كل من يمتلك منصة رقمية يعد محللاً سياسياً وأن المبالغة في طرح التوقعات قد تترك أثراً سلبياً على المزاج العام خصوصاً حين تأخذ شكل “تحذيرات” أو “تخويف” من سيناريوهات مستقبلية غير مستندة إلى وقائع ثابتة.
على المستوى الرسمي تؤكد الحكومة العراقية أن ملف الوجود الأجنبي ومنه الأميركي يخضع للحوار بين بغداد وواشنطن وأن أي انسحاب أو إعادة انتشار يتم وفق اتفاقات وتفاهمات معلنة. مصادر حكومية أكدت أن لا تغييرات دراماتيكية وشيكة في هذا الملف وأن القرارات تتخذ وفق المصلحة الوطنية والسيادة العراقية.
التأثير على المشهد السياسي
يرى باحثون في الشأن السياسي أن الانسحاب الأميركي إن حدث قد يؤدي إلى إعادة ترتيب موازين القوى داخل العراق لكنه لن يشكل بالضرورةخارطة جديدة للمشهد السياسي فالعوامل الداخلية مثل تحالفات القوى السياسية وتوازناتها إضافة إلى النفوذ الإقليمي تبقى الأكثر تأثيراً في رسم مسار الأحداث.
وسط هذه المعطيات تتزايد الدعوات إلى ضرورة تبني خطاب إعلامي مسؤول يميز بين المعلومات المؤكدة والتوقعات غير الدقيقة فالتعامل الحذر مع الأخبار والتحليلات يساعد في تجنب إثارة المخاوف بين المواطنين ويسهم في بناء وعي سياسي يستند إلى حقائق لا إلى تكهنات
ووسط هذه التكهنات والسينايوهات المحتملة يبقى الانسحاب الأميركي من العراق ملفاً معقداً يرتبط بجملة من العوامل الداخلية والإقليمية والدولية وبينما يستمر الجدل الشعبي حول السيناريوهات المطروحة يظل الموقف الرسمي العراقي هو المرجع الأساسي في تحديد مسار الأحداث بعيداً عن التخويف والمبالغات التي قد تضعف الثقة وتؤثر على استقرار الرأي العام.