• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

كلمة المالكي بمناسبة الولادات الثلاث والذكرى ال ٧٠ لتأسيس حزب الدعوة الاسلامية

كلمة المالكي بمناسبة الولادات الثلاث والذكرى ال ٧٠ لتأسيس حزب الدعوة الاسلامية

  • أمس, 21:48
  • العراق
  • 18 مشاهدة
"Today News": بغداد 

كلمة الامين العام لحزب الدعوة الاسلامية السيد نوري المالكي  التي القاها خلال الاحتفال المركزي الذي اقامه الحزب مساء اليوم بمناسبة الولادات الثلاث ( ولادة الرسول الاعظم ( ص) وحفيده الامام الصادق عليه السلام
والذكرى ال ٧٠ لتأسيس حزب الدعوة الاسلامية




             بسم الله الرحمن الرحيم  
 
"إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ، ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".
صدق الله العلي العظيم
 
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرا"
صدق الله العلي العظيم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
أيها الاخوة والاخوات
 
قبل ولادة نبينا الكريم، كان العالم غابة من الظلم، ترتع فيها وحوش الجهل، والظلم، والعبودية. لم تكن ولادته بداية هادئة، بل كانت ثورة كونية شاملة، ثورة على عبادة الحجر والبشر. ثورة على الظلم الذي يسحق الفقير. ثورة على العنصرية، التي تميّز بين الأسود والأبيض. ثورة على الوأد والذل.
وعندما حاولت السياسات المنحرفة، والأفكار الدخيلة، أن تطفئ نور الرسالة، برز نور الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) كشمس الحقيقة، فقاد جهاداً فكرياً ضارياً لحماية عقل الأمة من الغزو الفكري، وبينما كان الصراع بين الأمويين والعباسيين على السلطة على أشده، كان الإمام الصادق يبني للأمة حصناً عقائدياً منيعاً، ويربي جيلاً من العلماء والمفكرين الذين أصبحوا هم أنفسهم قادة التغيير، فالأمام جعفر الصادق، كان مدرسة علمية، وفقهية كبيرة لها فضل على الاسلام والمسلمين.
 
كان نبينا محمد (ص) رجلا واحدا، لا يملك غير إيمانه بالله، لكنه صار أمة، بصبره وايمانه، واتكاله على الله.
 
وكذلك حال كل الانبياء والرسل الذي تحملوا العذاب، والقهر، ولم يتوانوا عن اتمام الرسالات
 
الدرس المستفاد من سيرة نبينا واهل بيته عليهم السلام، هو التحلي بالصبر، وشد العزائم، وتقوية الارادة عند مواجهة الطغيان والاستبداد.
 
ان التمسك بآل بيت النبي، يلزمنا التمسك بأخلاقهم، وأن نكون على نهجهم، قولا وفعلا، ومثلهم في الصدق، والثبات، والشجاعة.
 
أيها الاخوة والاخوات
 
لقد جاءت ولادة حزب الدعوة الإسلامية، في مرحلة صعبة للغاية، حيث كان العالم يعيش في تلك الحقبة في ظل ما عرف بالحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي والاحلاف العسكرية، التي شهدتها المنطقة.
 
ولم الحزب الذي نشأ في ظل رعاية المرجعية الدينية العليا، من التصدي للهجمة العاتية، التي كانت تعصف بقوة بشعوب ودول المنطقة، من الإمساك بزمام المبادرة، وقيادة تيار فكري وسياسي واجتماعي، مستلهما القوة والعزيمة من النبي الكريم ومدرسة اهل بيته عليهم السلام.  
 
ان من بين اهم ما تميز به حزب الدعوة، هو الثبات في الرؤية، التي لم تتغير على مر العقود، وهذه ظاهرة استثنائية، لم نشهدها لها مثيلا لدى باقي الأحزاب والتيارات السياسية من شتى اتجاهاتها الفكرية والسياسية، وبما ساهم في صناعة حصانة ذاتية للحزب من الوقوع في فخ ازدواجية المعايير في التعاطي مع القضايا والازمات الداخلية والخارجية.
 
فعلى سبيل المثال، كان موقفنا من الكيان الصهيوني واضحا جدا منذ التأسيس، حيث ظهرت كتابات صريحة في "مجلة الأضواء" التي كان يشرف عليها الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه، فقد هاجمت المجلة في مقالات عديدة، العلاقة بين نظام شاه إيران وإسرائيل، الى جانب نشرة حزبية تحدثت عن الخطر اليهودي.
 
كما ان بيان التفاهم الذي صدر عن حزب الدعوة عام 1980، يعد ركيزة مهمة في ثقافة الدعوة في الانفتاح على جميع القوى السياسية لأسقاط النظام الدكتاتوري، وهو البيان الذي تزامن مع رسائل الشهيد الصدر للعراقيين من مختلف اتجاهاتهم وانتماءاتهم قبل إعدامه من قبل النظام البعثي المقبور.
 
وكان موقف الحزب واضحا أيضا من الحرب، التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية لإسقاط النظام عام 2003، باعتبار ان الحرب ستؤدي الى احتلال العراق وتدمير امكانياته المادية والبشرية والاقتصادية والبشرية.
 
ورغم ان الحزب كان لديه جناح مسلح ضد النظام البعثي، الا انه لم يحتفظ به بعد سقوط النظام، وهو ما يكشف عن عمق رؤية الحزب لعملية بناء الدولة، التي يجب ان تكون على أسس سليمة ومدنية .  
 
هذا هو إرثنا، فنحن لسنا حركة عاطفية، بل حركة تستند إلى فكر صلب وعقيدة راسخة، ورثناها عن إمامنا الصادق، وجددها في عصرنا فيلسوف الإسلام وشهيدنا الخالد، السيد محمد باقر الصدر.
 
أخوتي الأعزاء
 
ان مؤسسات الدولة، التي نسعى لإعادة بنائها يجب ان ترتكز على ثلاثة ركائز أساسية وهي،
 
أولا: تعزيز وتقوية النظام السياسي والتجربة الديمقراطية في البلاد، والتي يجب ان نعمل سويا على تحويلها الى فرصة لتقوية النظام والعملية السياسية، وتخليصها من كل ما يسئ ويشوه، هذه التجربة، التي تحولت الى هدف مشترك لأعداء العملية السياسية من البعثيين والتكفيريين.
 
ثانيا: إعادة النظر وبأسرع وقت ممكن في أداء المنظومة الاقتصادية والمالية لتحاشي حدوث أزمات تعطل عمل مؤسسات الدولة، وترهق كاهل المواطنين الذين أصبحوا اليوم يعانون من أزمات البطالة والتضخم والعيش الكريم وسوء الخدمات.
 
ثالثا: تقوية البنية الدفاعية للبلاد، فالمنطقة والعالم، يعيشان حالة من الاضطراب والحروب، وبما يهدد امن وسيادة واستقلال العراق، وفي مقدمة هذه الحروب المتنقلة، ما يقوم به الكيان الصهيوني من إبادة جماعية في غزة، واعتداءات يومية على لبنان واليمن، وقبل ذلك الحرب التي شنها الكيان الغاصب ضد الجمهورية الإسلامية.


 
أيها السيدات والسادة
 
ان المشاركة الواسعة في الانتخابات، هي ايفاء بالعهد، والله يأمرنا الايفاء بالعهود واعلان الموقف بجرأة وشجاعة، وعدم التفريط بأصواتكم، والمشاركة حق، وواجب ومسؤولية.
 
ان أعداء العراق اليوم، وجهان لعملة واحدة، وجهٌ داخلي خبيث هو الفساد، ووجهٌ خارجي متربص هو البعث، الذي ارجو الا يتوهم أحد، ان افعى البعث قد ماتت، فهي تغير جلدها وتنتظر الفرصة لتبث سمومها من جديد، انهم جلادو الامس الذين، يحلمون بالعودة على اكتاف التكفيريين، ليزجوا العراق في حروب جديدة، ويفتحوا لنا بوابات السجون، والمعتقلات الرهيبة، والمقابر الجماعية والأسلحة الكيماوية.
 
ان صوتكم ليس مجرد ورقة، صوتكم قرار.
 
لنصنع من يوم الحادي عشر من شهر تشرين الثاني، يوم وفاء للشهداء والوطن والاجيال.


والسلام عليكم ورحمة الله بركاته



أخر الأخبار