• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

ضجيج الإعلام وصمت غرف القرار… من يختار رئيس وزراء العراق؟

ضجيج الإعلام وصمت غرف القرار… من يختار رئيس وزراء العراق؟

  • 21-11-2025, 22:54
  • مقالات
  • 95 مشاهدة
خليل الطيار

"Today News": بغداد 

بعد كل دورة انتخابية لمجلس النواب العراقي، تتزاحم القراءات وتتعدد الطروحات، وتنصرف البرامج السياسية إلى تداول أسماء لشغل منصب رئيس الوزراء أو المواقع العليا الأخرى التي يفرض الواقع الانتخابي ومخرجاته إعادة النظر فيها.

ورغم تقديرنا لجميع الآراء ـ سواء تلك التي تتعامل مع الحدث بموضوعية، أو تلك التي تُساق بدافع الترويج الحزبي أو المصالح المدفوعة سلفًا ـ إلا أن التجربة السياسية الممتدة منذ عام 2003 تؤكّد وجود مستويين مختلفين في التعاطي مع تشكيل السلطات العليا بعد كل انتخابات.

المستوى الأول: الفضاء الإعلامي وتكاثر التكهنات

هذا المستوى تهيمن عليه التحليلات الإعلامية ووسائل التواصل، التي تنشغل بترويج أسماء وتوقّعات غالبًا ما تفتقر إلى المنطق السياسي أو الواقعية العملية. وغالبًا لا تتجاوز هذه الطروحات كونها مادة لاستهلاك الرأي العام وإبعاده عمّا يجري خلف الكواليس، حيث تُدار التفاهمات الحقيقية.

المستوى الثاني: غرف القرار في الإطار التنسيقي

في المقابل، يجري العمل الحقيقي داخل أروقة الإطار التنسيقي، حيث تُناقش ـ بهدوء وصمت ـ خيارات الرئاسات الثلاث وفق أعراف سياسية راسخة بات من الصعب تجاوزها.
فالمرشح لرئاسة الوزراء لا يأتي من ضجيج الإعلام، بل من توافق زعماء الإطار على شخصية يرونها الأنسب لإدارة المرحلة المقبلة، حتى وإن لم تتوافق مع تطلعات الجمهور الباحث عن شخصية مثالية تُحقق آماله.

وهذا التوجّه تحكمه حسابات معقّدة تتداخل فيها المعطيات الداخلية والضغوط الإقليمية والدولية، ولا يمكن لصنّاع القرار تجاهلها في أي معادلة سياسية.

عن الأسماء المتداولة… والحقيقة المغيّبة
معظم الأسماء التي تتكرر على ألسنة الناس وفضاءات الإعلام ليست سوى أسماء “محروقة” تُستخدم لشغل الرأي العام، دون أن تكون لها فرصة حقيقية في دوائر صنع القرار.

ما ينبغي أن ينشغل به المحللون

كان الأجدر بالتحليلات السياسية أن تتجه نحو قراءة الواقع الجيوسياسي المحيط بالعراق، وهو اليوم في دائرة الاستهداف الأول من قِبل قوى إقليمية ودولية تدفع باتجاهات مختلفة، ولا سيما قوى التطبيع. الأمر الذي يستلزم وضع هذا البُعد الحسّاس ضمن أهم معايير اختيار رئيس الوزراء المقبل.

فالنزاهة والزهد والتقوى صفات نبيلة وضرورية، لكنها ـ وحدها ـ غير كافية إذا لم تقترن بقدرة قيادية حقيقية، وإدراك عميق لطبيعة التحديات، وكفاءة في إدارة الصراع وتعقيدات المرحلة.

المعيار الذي لا ينبغي التفريط به

إن المرحلة المقبلة تتطلّب الالتزام بالمبدأ القرآني البليغ:
﴿… يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾،
حيث يجتمع عنصران لا غنى عنهما: الكفاءة والأمانة.

رسالة إلى زعماء البلاد

إن مسؤولية اختيار قيادة المرحلة المقبلة تقع على عاتق ساسة العراق وزعماء الإطار خصوصًا، وعليهم أن يتعاملوا مع هذا الاستحقاق بمعايير دقيقة تحفظ الدولة، وتضمن العبور إلى برّ الأمان قبل أن تأتي العواصف السياسية التي قد تبتلع الجميع

أخر الأخبار